تامر عبد الحميد (أبوظبي)

بعد 17 عاماً، عاد الثنائي الفنان محمد هنيدي والمخرج شريف عرفة للتعاون معاً بعد أن قدما معاً فيلم «فول الصين العظيم» عام 2004، من خلال الفيلم الجديد «الإنس والنمس» الذي يعرض حالياً في السينما المحلية، والذي تصدر قائمة الإيرادات محققاً في أسبوعه الأول من عرضه نحو 17 مليون جنيه، وتمثل عودة هنيدي من خلال «الإنس والنمس» بالقوية خصوصاً بعد غيابه نحو 5 سنوات تقريباً عن شاشات السينما، مبرراً هذا الغياب بأنه كان ينتظر العمل المختلف والدور المميز الذي يعيده إلى جمهوره بالشكل اللائق، وقد وجد هذه العناصر في «الإنس والنمس» الذي يعتبر نقلة فنية وخطوة جديدة في عالم السينما المصرية والعربية في نوعية أفلام كوميديا الرعب.

  • ملصق الفيلم

ذكرى صعيدي
وكانت الإجراءات الاحترازية التي فرضتها جائحة «كورونا»، أحد الأسباب وراء تأجيل عرض الفيلم لعدة أشهر، حيث انتظر صناعه ارتفاع نسبة الطاقة الاستيعابية المسموح بها في صالات السينما، فأتى موعد انطلاقة عروضه، في ذكرى بدء عروض أشهر أفلام هنيدي «صعيدي في الجامعة الأميركية»، قبل 23 عاماً، وإذا لم يكن الفيلم يحمل جرعة زائدة من المواقف والإفيهات الكوميدية التي تعود جمهور هنيدي عليها في أفلامه الشهيرة السابقة مثل «وش إجرام» و«عندليب الدقي» و«يا أنا يا خالتي» و«جاءنا البيان التالي» و«همام في أمستردام»، إلا أنه اعتمد على تقديم نوعية جديدة من أفلام هنيدي وخاصة في السينما المصرية.

نجم شباك
وعن عودته للسينما بـ «الإنس والنمس»، ورأيه في الفيلم بشكل عام، أكد الناقد الفني طارق الشناوي، أن الرهان على هنيدي بات غير مأمون العواقب بعد سلسلة من الإخفاقات الرقمية، وآخرها فيلم «عنترة بن شداد»، فقد فقد الكثير من حضوره في مصر، بينما ما يزال خليجياً لديه قاعدة لكنها ليست قطعاً بالقدر نفسه، وقال: لدينا جمهور من الشباب يمثل القوة الشرائية الأكبر، ليس من بين نجومه المفضلين هنيدي، بينما راهن المخرج شريف عرفة على أن هذا الجمهور يبحث عن الشاشة قبل النجم، وهكذا قدم عرفة في الفيلم شاشة جاذبة بالصوت والصورة والموسيقى والحركة والإضاءة وتقنيات الجرافيك يتوسطها هنيدي، لا يشغلها بمفرده، يحيطه مجموعة من أصحاب المواهب، قدموا لنا الضحكات الموازية.. وفي النهاية أعادوا تدشين هنيدي نجماً للشباك.

  • مشهد من فيلم «الإنس والنمس»

وأوضح الشناوي أن بعضهم يحاول تصنيف فيلم «الإنس والنمس» في إطار سينما الرعب، لكنه لا صلة للفيلم بالرعب، لأنه يعتمد أساساً على الاستغراق العاطفي، بينما الكوميديا تخاطب العقل توقظ المشاهد بين الحين والآخر من الاستغراق فتقتل مشاعر الرعب، لافتاً إلى أن هنيدي كان يشع في الكادر فيضاً من البهجة، فعرفة أشعله إبداعياً، ورفع اسمه من قوائم النسيان، ومنحه دوراً في الملامح الخارجية يشبه أدواره السابقة، الشاب الباحث عن فتاة أحلامه.
ويرى بعض الجماهير ممن شاهدوا «الإنس والنمس» أنهم كانوا ينتظرون بفارغ الصبر عودة هنيدي مجدداً إلى السينما بعد كل هذا الغياب، حيث أكد أحمد رشدان أنه أحد المتابعين لجميع أفلام هنيدي، نظراً لأنه يمتعه من الناحية الكوميدية والدرامية، وبمجرد إعلان عرض فيلمه الجديد في صالات السينما المحلية، ذهب لمشاهدته لأنه متعطش لهذه النوعية من الأفلام الكوميدية، موضحاً أن عمله الجديد مختلف كلياً عن مجمل أعماله السابقة من حيث القصة الخيالية والمضمون المرعب، الذي مزجه مع أبطال العمل بمشاهد ضاحكة، فيما أكدت سوسن جاد الرب أن الفيلم أعاد رونق هنيدي من جديد، بعد اختفائه لفترة عن الشاشات، موضحة أن أكثر ما ميز هذا العمل أنه لم يعتمد بشكل كلي على الكوميديا والإفيهات فقط، إنما شكل حالة جديدة في السينما العربية، بتقديم الرعب في قالب مضحك ومناسب لكل الفئات العمرية.