علي عبد الرحمن (القاهرة)


قال عنها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب إنها فتاة صغيرة تتمتع بصوت امرأة ناضجة، ووصف صوتها الناقد الموسيقي كرم ملحم كرم بالصوت الذي يفتن الأسماع ويغزو القلوب، هي الصوت السخي، الفياض، الممزوج بكافة معاني الشجن، إنها آمال الأطرش الشهيرة بـ «أسمهان».


وترجع تسميتها الفنية بهذا الاسم للموسيقار داود حسني أحد أشهر الموسيقيين بحقبة الثلاثينيات، في أحد الأيام خلال استقبال شقيقها الأكبر للموسيقار داود حسني بمنزله بحي الفجالة وسط القاهرة، فسمع آمال تغني في غرفتها لكوكب الشرق أم كلثوم، فطلب من فريد إحضارها وأن تغني من جديد، فأعجب بعذوبة صوتها، وقال لها: «كنت أتعهد تدريب فتاة تشبهك جمالاً وصوتاً توفيت قبل أن تشتهر، لذلك أحب أن أدعوك باسمها «أسمهان»، ليصبح اسمها الفني منذ تلك اللحظة.


وبعمر الـ16 بدأت أسمهان في مشاركة أخيها فريد الأطرش الغناء في إحدى الصالات بشارع عماد الدين بوسط القاهرة، بجانب مشاركة والدتها في إحياء الأفراح والغناء بالإذاعة المصرية، ولمع اسمها بشدة بالوسط الموسيقي وأصبحت تنافس عمالقة الغناء النسائي بذلك الوقت مثل ليلى مراد، وبعام 1933 حضر ابن عمها الأمير حسن الأطرش إلى مصر ليمنعها من الغناء، ولكنه وقع في حبها بسبب جمالها الجذاب وطلب يدها من والدتها، لترفضه في بداية الأمر لأسباب مادية، حيث كانت أسمهان تساهم بقدر كبير في تحمل نفقات المنزل مع أخيها فريد الأطرش.


ومع ضغط عائلة الأطرش على علياء المنذر والدة أسمهان، وافقت على زواج ابنتها ذات الـ 18 ربيعاً من الأمير حسن الأطرش، ومنحها مهراً خيالياً بلغ 500 جنيه مصري، وقصراً في دمشق، واستمر الزواج لمدة 6 سنوات، قضتها بين بيروت وسوريا، ورزقت خلاله بابنتها الوحيدة كامليا، لتعود أسمهان إلى القاهرة، بعد طلاقها بعام 1939.


وفي تلك الأثناء شنت الصحافة المصرية والعربية هجوماً شرساً على أسمهان؛ بسبب تصرفاتها الخاطئة وانتشار العديد من الشائعات حول سلوكها بعد انفصالها، ليقرر أخوها فريد الأطرش في محاولة لتجميل صورة شقيقته أمام الجمهور والصحافة، وطلب من أسمهان تسجيل أغنية «محمل الحج»، بصوتها مجدداً والتي قدمها للإذاعة المصرية عام 1938 وهي من أشعار بديع خيري، وألحان فريد الأطرش، ليقدمها للإذاعة المصرية في نهاية عام 1939 تحت اسم «عليك صلاة الله وسلامه».


ومن ذلك الحين، تعرض الإذاعة الأغنية بصوت أسمهان واسمها الجديد، أما عن أغنية فريد الأطرش فتتواجد النسخة الأصلية منها في أرشيف إذاعة الـ BBC الإنجليزية، لتصبح واحدة من أعظم الأغاني التي تناولت طقوس ومناسك الحج في تاريخ الأغنية العربية.