هناء الحمادي (أبوظبي)
الأسود تزأر، والنمور تصيد، والفهود تركض.. هذه المشاهد تلفت انتباه المصور الإماراتي خليل أهلي في رحلاته إلى محميات كينيا، محدداً هدفه في صيد لقطة وتوثيق لحظة، منطلقاً من عشقه للحياة البرية.
عالم التصوير جذب خليل أهلي منذ الصّغر، حيث كان يراقب خاله في رحلاته لتصوير الطبيعة كبر هذا العشق لديه حتى عام 2004 لتكون نقطة الانطلاقة بتصوير كل ما تراه عينه من جميل عبر كاميرا الديجيتال، لكن ذلك الشغف زاده علماً واكتشاف المزيد من عالم التصوير بيد صديقه «سعيد العامري»، الذي كان له فضل كبير في تعلم خليل أهلي التصوير بكل احترافية.
وبدأ خليل التقاط صور فوتوغرافية ولسنوات عديدة، كان يلتقط صوراً من الشارع وتصوير الطيور والحياة البرية ورياضة «بولو» والبورتريه، يقول: «لا أعتقد حقاً أنني أتبع نمطاً معيناً، ولكنني أؤمن باللحظات الحقيقية والواقعية». ويضيف «عندما يتعلق الأمر بالطبيعة، يكون كل شيء أكثر نقاءً وروعةً. ويقول: «في بعض الأحيان أنسى أنني هناك للتصوير الفوتوغرافي في مرحلة ما، حيث يمنحني تعلم كيفية حب الطبيعة وعادات الحيوانات في البرية صفاءً ذهنياً، وكذلك لكن لا بد الطرق المزدحمة وضوضاء المدينة الصاخبة، وأشعر براحة البال تماماً بعد قضاء الوقت في مشاهدة الحيوانات في موائلها الطبيعية، لذلك لا بد أن يُقدِّر المرء الطبيعة بشكل أكبر عندما يقضي وقتاً في مشاهدتها بصفته الشخصية».
الأسد سكارفيس
يفتخر المصور خليل أهلي بقدرته على اقتناص الفرص، وتصوير الأسد الشهير «سكارفيس»، وهو أحد أقوى الأسود، وأكثرهم شهرة في محمية ماساي مارا للألعاب في كينيا، ويقول: «الترجمة الحرفية لاسم «سكارفيس» من الإنجليزية تعني «الوجه ذو الندبة»، وتميز هذا الأسد بوجود ندبة أعلى عينه اليمنى، وذاعت شهرته بعد حياة حافلة دامت لـ 14 عاماً، 8 سنوات منها سيطر خلالها إلى جانب إخوته على مساحة واسعة من محمية ماساي مارا الكينية، وصلت إلى 400 كيلو متر مربع، ويلقب بـ «ملك الغابة»، وكانت الحيوانات تهابه.
ويضيف «التجربة كانت جميلة في قدرتي على التقاط عدة صور للأسد سكارفيس، فهذا بحد ذاته اعتبره إنجازاً يضاف إلى رصيدي في عالم التصوير الفوتوغرافي، حيث استطعت اقتناص الفرصة خلال زيارتي في محمية ماساي في كينيا لتصوير الحياة البرية للحيوانات، ومن دون سابق إنذار ترصدت عدستي الأسد الشهير سكارفيس، حيث لم تصدق عيناي حين رأيته في المحمية مما دفع بي لالتقاط صوراً له بمحض المصادفة.
صناعة مشهد
يؤكد المصور خليل أهلي، «بالرغم من احتواء الشارع على عناصر كثيرة ومتناثرة يصعب على الفوتوغرافي تكوين مشهد مدهش للنظر إلا أنه باستطاعة المصور الواعي صناعة مشهد من حياة روتينية معتادة إلى لقطة مثيرة ومميزة، ولتقليص هذه المشاهد الكثيرة، وتأطيرها ضمن أطر تتضح من خلالها سمات صور الشارع المميزة».