لكبيرة التونسي (أبوظبي)
من أجل تهيئة الشباب للمرحلة الانتقالية في حياتهم المهنية والاجتماعية، ومن أجل إكسابهم القدرة على اتخاذ القرارات المهنية والاجتماعية السليمة، وتمكينهم من المهارات الاجتماعية للموازنة بين الحياة المهنية والاجتماعية، نظمت مؤسسة التنمية الأسرية مؤخراً سلسلة ورش تجاوزت 30 ورشة حضرها أكثر من 3261 شاباً وشابة عن بُعد، تحت عنوان «التخطيط لمستقبلك الاجتماعي والمهني» نفذها مجموعة من الخبراء ضمن أجواء تفاعلية، قدمت فيها المادة العلمية على 3 مستويات، لطلبة المرحلة الثانوية من أجل دخول الجامعة، وتمكنهم كي تكون لهم صورة واضحة عن مسارهم المهني والوظيفي، والمستوى الثاني خاص بالمرحلة الجامعية، ومرحلة ما بعد المرحلة الجامعية، أي مرحلة دخول سوق العمل أو دخول الحياة الزوجية وتأسيس الأسرة.
تنمية المهارات
وأوضحت الدكتورة فاطمة عبدالله الحمادي رئيس قسم تنمية مهارات وقدرات الشباب بمؤسسة التنمية الأسرية أن خدمة التخطيط لمستقبلك الاجتماعي والمهني هي خدمة تقدمها مؤسسة التنمية الأسرية لفئة الشباب من المواطنين والمقيمين، لتمكينهم من التخطيط السليم للحياة الاجتماعية والمهنية والموازنة بينهما، بما يشمل اتخاذ القرارات السليمة الخاصة بكل مرحلة جديدة في حياتهم، سواء كانت مرحلة دراسية، مرحلة جامعية مرحلة ابتعاث للخارج، مرحلة زواج مرحلة عمل، واختيار التخصصات الجامعية والمسارات المهنية، بحيث يتم استعراض هذه المراحل بشكل تفاعلي، وطرح المهارات اللازمة لكل مرحلة بطريقة جاذبة للشباب، وذلك من أجل إكسابهم القدرة على اتخاذ القرار، وتمكينهم من مهارات الاختيار السليم لكل مرحلة انتقالية في حياتهم، وتحقيق الموازنة بين حياتهم الاجتماعية والمهنية.
تخطيط
وبالحديث عن آلية تنفيذ هذه الورشات أكدت الحمادي أنها انقسمت إلى جزأين من حيث المحتوى، الجزء الأول تحدث عن التخطيط للحياة الاجتماعية، وما يتطلبه من مهارات يحتاجها الشباب لدخول أي مرحلة انتقالية في حياتهم والمهارات التي يجب التركيز عليها في مختلف مراحل حياتهم، سواء كانت الدراسة أو العمل أو الزواج وتكوين الأسرة وحتى المهارات لبناء علاقات إيجابية، مثل الصداقات والتعامل مع زملاء العمل أيَّن كانت المرحلة، ومن هذه المهارات التي يجب إتقانها مهارات التفاوض والإقناع، مهارات بناء العلاقات السليمة، مهارات اتخاذ القرارات السليمة، وأهمها مهارة الاتصال ومهارة الحوار الإيجابي، بالإضافة إلى مهارات إدارة الانفعالات والمشاعر، ومهارة المرونة والإبداع والابتكار في حل التحديات التي يواجهونها في كل موقف يمرون به، وفي كل قرار تم اتخاذه أو مرحلة جديدة في حياتهم ومهارات التوازن الشخصي بحيث تكون لهم القدرة على الموازنة بين حياتهم والواقع المحيط بهم.
طموح
وأضافت أن الجزء الثاني الخاص بالتخطيط المهني أو التخطيط للمستقبل المهني تم التركيز فيه على أهمية تمكين الشباب، وتعليمهم كيفية تحديد ميولهم وإمكانياتهم وقدراتهم الحالية ومهاراتهم الاجتماعية التي يتوفرون عليها، بحيث يحددون ما يريدون تحقيقه، وما طموحهم وأهدافهم المستقبلية، ضمن توجهات الدولة، وما يتوافق مع تطلعاتها بعد 20 أو 30 عاماً القادمة، كما يجب أن يكون الشاب على علم ودراية بالتطورات التي تشهدها مهن المستقبل، حيث قالت على مستوى التخصص الجامعي مثلاً، لا يجب أن أخطط لشيء لا أحصل فيه على وظيفة مناسبة، يجب أن أختار وظيفة ما تناسب متطلبات سوق العمل، لا يجب أن أختار الوظائف والمهن التي تحتاجها الدولة على المدى البعيد، وعليه أحدد التخصص الجامعي الذي يناسب المرحلة ويضمن لي وظيفة ومستقبلاً جيدين».
تخصصات المستقبل
أشارت الدكتورة فاطمة الحمادي إلى أن الشباب يجب أن يكونوا ملمين بالوظائف التي تحتاجها الدولة، لتحقيق التنافسية، لا سيما أن الدولة حققت إنجازات كبيرة في عدة مجالات على المستوى العالمي، في مجال الذكاء الاصطناعي، مجال البيانات الضخمة المتاحة في عصر الثورة الصناعية، الريادة العالمية، بالذكاء الاصطناعي وعلم البيانات الضخمة، بتقارير التنمية البشرية التي تنشر سنوياً، والتي تتضمن إحصائيات تفتح الأذهان على تخصصات ومهن ومهارات يتطلبها المستقبل، كما يجب أن يكونوا مؤهلين نفسياً لمواكبة تطلعات كل مرحلة.