إسمه “ألبرت أينشتاين”، ويعتبره معظم الناس رمزاً للعبقرية والذكاء الخارق، على الرغم من أنهم لا يعرفون أصلا ماذا صنع ولماذا هو كذلك !
فقط لأن الآخرين يملكون هذه الصورة النمطية عنه، أصبح الكل يؤمن بالأمر دون الغوص في تفاصيله، فعبقرية الشخص يجب أن تترجم على أرض الواقع بأفكار واختراعات وابتكارات محددة، لكن أينشتاين ليس من هؤلاء، فهو لا يملك أي ابتكار أو اختراع، كل ما يُعرف عنه نظريات هُلامية معقدة وتنبؤات فزيائية يصعب على الإنسان العادي فهمها.
واليوم سنقدم لكم سر هذه الشخصية بشكل مبسط ومختصر، سنقدم لكم خلاصة لماذا يعتبر رمزاً حقيقياً للعبقرية والذكاء الخارق، وهي فيما يلي :

هو طفل عادي ولد لعائلة يهودية، في مرحلة معينة من حياته أراد التعمق في الدين جيدا وأصبح متشددا جدا لليهودية، لكن بسرعة بدل موقفه تماما ورفض اليهودية كدين وأصبح يراها مجرد أفكار عادية غير مقنعة متناقضة ويستحيل أن تكون حقيقية “وفق تعبيره”
رفضه للدين كان سببا مباشرا وراء تمرده في الحياة، بحيث كان يرفض أي سلطة عليا لا تخضع للمنطق، فهو كان طفلاً مشاغبا مكروها جدا من طرف اساتذته في المدارس الألمانية وكانو يصفونه دوما بالطفل الغبي والمشاغب، ألمانيا التي يُعرف عنها الانضباط والالتزام كانت سببا مباشرا في تشكل شخصية “أينشتاين” التي تعتبر اليوم أعظم شخصية علمية.

ماذا صنع لنا ؟
باختصار شديد، أينشتاين صنع لنا شيئاً بسيطاً جداً يمكن وصفه في ثلاث كلمات (مفهوم جديد للكون)
أمر بسيط ومرعب في نفس الوقت، الطفل المشاغب، لم يُقلق أساتذته فقط، بل نقل شغبه للعالم بأسره، كونه شكك الناس في كل شيء من حولهم، بداية من المكان إلى الزمان.
نظرية النسبية التي وضعها “أينشتاين” غيرت مفهومنا للمكان والزمان وكل شيء تقريبا، ولكي نوضح لك الرعب في هذه الفكرة، عليك أن تدرك أنه في حال كنت تعتقد أنك تعيش في الحاضر و2010 هي الماضي، و2030 هي المستقبل، فأنت خاطئ تماما، لأن الماضي والحاضر والمستقبل ليست سوى “أوهام” غير ثابثة ونسبية، فـ 2010 هي الماضي بالنسبة لك فقط، وهذه اللحظة هي الآن بالنسبة لك فقط، و2030 هي المستقبل بالنسبة لك فقط، أما في الكون فالزمن يأخد أشكال متعددة.
واذا استطاع كائن فضائي مثلاً في مجرة بعيدة مشاهدة كوكب الأرض بمنظار خارق، فربما سيراك مجرد قبر، أو طفل صغير لازلت تلعب في أيام الزمن الجميل.
سؤال : من يعيش في الزمن الحقيقي ؟ هل ذاك الكائن الفضائي أم أنت الآن ؟
الإجابة : لا أحد منكما، لأن الزمن نسبي. ولا يوجد الآن، ولا الماضي ولا المستقبل.

الآن إذا سألك أحدهم (لماذا “أينشتاين” شخص عبقري ؟) يمكنك أن تجيبه بكل ثقة بأنه شخص عبقري فعلاً لأنه دمر مفهومي للزمن، وأنا الآن تائه لا أعرف في أي ساعة أعيش في هذا الكون الفاسح. 

صنع لنا القدرة على تدمير كل شيء
“E=mc²” هي معادلة شهيرة في الأوساط الفيزيائية وضعها الطفل المشاغب “أينشتاين”، المعادلة ببساطة كانت سببا في فهم ابجديات الانشطار النووي الذي هو عبارة عن عملية إنقسام يمكن احداثها في نواة ذرة إلى قسمين أو أكثر، هذه المعادلة كانت بداية لحقبة جديدة في تاريخ البشرية، وهي حقبة القنابل النووية، التي يمكنها عملياً تدمير كل الأحياء على كوكب الأرض في ثواني، فبفضل الطفل المشاغب أصبحت البشرية قادرة على محو نفسها وكل شيء على الكوكب لأول مرة في التاريخ.
الآن إذا سألك أحدهم (لماذا الجميع يقول أن أينشتاين شخص عبقري ؟) يمكنك أن تجيب بكل ثقة بأنه كذلك لأن مصيري ومصير أبنائي والبشرية جمعاء أصبح على المحك بسببه.