خولة علي (دبي)
وجدت هاجر الشيخ، متعتها في فن الرسم على الخزف، فبعد مسيرة وظيفية في جهات حكومية عشرين عاماً، فضلت أن تتفرغ للعمل الفني.
وتشير إلى أن فن صناعة الخزف من فنون الصينيين الضاربة في القدم، وانتجوا منه التحف والمزهريات والأواني، حيث يتصف الخزف الصيني بالبياض، والمظهر الرقيق والشفافية والمتانة، ودقة الصنع، حيث تزينت القصور والمتاحف بالنقوش والزخارف المستمدة من الثقافة الصينية، التي تميزت بها، ومن الصين انتقل هذا الفن إلى مجتمعات أخرى.
تؤكد هاجر الشيخ أنها ركزت على تنمية مهاراتها في الرسم، وخضات العديد من التجارب الفنية، ولكن ما جذبها هو فن الرسم على الخزف، لذا أتقنته، ورغم صعوبة التعامل معها، مارست تقنية استخدام الألوان المائية، حتى تكون أكثر قدرة ومهارة في استخدام ألوان السيراميك، للرسم على أواني الخزف الصيني.وقالت: «الخزفيات مساحة تعطي العمل قيمة، بخلاف كونها مادة مثالية في حفظ وتدوين التراث عليها»، لذا حاولت أن تعكس ثقافتها وتراثها على صفحات الخزفيات، بمختلف أشكالها، من خلال رسم شخصية تعبر عن الفتاة الإماراتية بمظهرها التقليدي، والغزلان البرية التي تشتهر بها صحراء أبوظبي، والكثير من مكونات البيئة المحلية التي تقدمها وتعرضها كرسوم على الخزفيات.
رحلة
حول الصعوبات التي واجهتها توضح أن رحلة التعرف على هذا الفن لم تكن سهلة، لعدم وجود فنانين محليين متخصصين بهذا الفن بخبرة طويلة، أو ترف المواد الخام، بالإضافة إلى ارتفاع ثمنها.. فكانت المعرفة نوعاً ما بسيطة وسطحية، مما حدا بها إلى البحث والقراءة في شبكة الإنترنت، وقنوات الـ «يوتيوب»، والالتحاق بالمعاهد الفنية، حتى كونت خبرة حول هذا الفن، وبدأت رحلتها في تطوير مهاراتها من خلال الممارسة اليومية، في استخدام الألوان الخاصة بفن السيراميك وهي عبارة عن مواد طبيعية على شكل مسحوق يتم مزجها مع زيوت خاصة، لتحصل على كثافة معينة، لكل نوع من الرسم، مشيرة إلى أن هذا الفن يتطلب خامات ومواد خاصة، منها نوعية الفراشي المستخدمة، وأيضاً معادن ثمينة، منها الذهب والفضة أو البلاتين، بالإضافة إلى الخزف الصيني المصنع بجودة عالية كأن تكون بيضاء أو بيضاء مائلة للزرقة، وصاف خال من الشوائب وبسطح أملس، حتى يتم الرسم عليه بسلاسة.
بحث
قالت هاجر الشيخ: يبقى الشغف هو الدافع للبحث والتعلم، لاكتساب خبرات أكثر في هذا المجال والاستمرار فيه، إلى جانب الموهبة والمهارة في الرسم ووجوب التحلي بالصبر لأنه هذا النوع من الرسم يتطلب الوقت والجهد من الفنان، حتى تظهر القطعة بدقة ومتانة وبرونق جذاب ولافت.. وبالرغم من كوني في بداية المشوار، إلا أن الفنانات اللاتي تدربت على أيديهن، واللاتي يملكن خبرة طويلة قد تفوق العشرين عاماً، قد أكدن احترافي وتميزي في هذا المجال، وبأني قطعت شوطاً كبيراً في فتره زمنيه قصيرة، ويرجع ذلك للشغف والحب الكبير الذي أحمله لهذا الفن الجميل.