تسعى منظمة الصحة العالمية، عبر سلسلة من التوصيات نشرتها حديثاً، إلى كبح الانحرافات في التلاعب بالشيفرة الجينية المحتمل وقوعها في ظلّ تقدّم العلوم، مع ضمان في الوقت عينه وضع الإنجازات الأكثر منفعة في متناول أكبر عدد من الأشخاص.
وقالت الدكتورة سمية سواميناثان، كبيرة العلماء في المنظمة الأممية إنه "في وقت تسبر العلوم أغوار المجين البشري أكثر فأكثر، لا بدّ لنا من الحدّ من المخاطر والاستفادة من الفرص المتاحة لتحسين صحة الجميع".
وقد أحدث تطوير أدوات، مثل مقصّ "كرسيبر/كاس 9" الجزيئي الذي نالت بفضله الفرنسية إيمانويل شاربانتييه والأميركية جينيفر دودنا "نوبل" الكيمياء سنة 2020 ثورة في تقنيات التلاعب بالمجين، فاتحا آفاقاً جديدة للعلاج لكن أيضاً لتجارب قد تكون خطرة.
وفي مسعى إلى فهم ما يحدث في مختبرات العالم في هذا المجال بصورة أفضل، اعتمدت اللجنة عدة مناهج، من بينها "نوع من نظام الإنذار يتيح لعامة الناس إبلاغ المنظمة بما يحدث في حال وردتهم أنباء عن حالات أو مشاريع لتجارب على خلايا جذعية بشرية"، وفق ما أفادت سواميناثان خلال إيجاز صحافي.
وهي أوضحت أن المنظمة قد تطلب من السلطات المعنية التحرّك بناء على هذه المعلومات.
وطالبت اللجنة المنظمة الأممية بتوسيع سجّلها الدولي للتجارب السريرية في كلّ ما يخصّ تقنية تعديل المجين البشري، فضلاً عن استحداث سجّل آخر لتتبّع الأبحاث في المرحلة ما قبل السريرية كي يتسنّى لنا في هذه الحالة أيضا اتّخاذ خطوات استيباقية.
وحدّدت اللجنة أيضاً منهجية فريدة من نوعها تقوم على تقاسم الأدوار على صعيد الإدارة الرشيدة للأبحاث حول المجين، بغية مساعدة السلطات على التزوّد بالأدوات والأساليب لتنظيم هذا المجال.
والقاسم المشترك بين كلّ التوصيات هو حرصها على ضمان انتفاع الجميع من العلاجات المحتملة التي قد تستولدها هذه التقنية، في وقت تشتدّ اللامساواة على صعيد العالم إثر التفاوت في النفاذ إلى اللقاحات المضادة لكوفيد-19 بين البلدان الثرية وتلك الفقيرة.
وقال رئيس منظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس إن "تعديل المجين البشري من شأنه أن يساعدنا على تحسين قدراتنا على علاج المرضى، لكننا لن نتوصّل إلى أفضل النتائج إلا إذا ما سخّرنا هذه التقنية لمصلحة الجميع بدلاً من استخدامها لتعميق التفاوت".
الصحة العالمية تسعى إلى كبح التلاعب بالمجين البشري
المصدر: وكالات