أحمد شعبان (القاهرة)

أثارت «البلوجر» المصرية هبة مبروك، الرأي العام ورواد التواصل الاجتماعي في مصر بنشر صور لها بفستان زفاف مع «كلب» يحمل ورقة مكتوب عليها «حفل زفاف»، تأكيداً على زعمها من الزواج بهذا الكلب، وكتبت تعليقاً على الصور: «ضل كلب ولا ضل... كملوا انتو بقى»، قبل أن تعلن بعد ذلك أن جلسة التصوير بفستان فرح مع الكلب كان مجرد دُعابة وليس زواجاً حقيقياً. كما أثار إعلان خبر زواج هبة مبروك من كلب، المحامي المصري الشهير الدكتور سمير صبري، حيث بادر بتقديم بلاغ عاجل للنائب العام ضد «البلوجر» هبة مبروك لنشرها خبر زواجها من كلب، مخالفةً بذلك أحكام الشرع والأخلاق. وقال «صبري» في بلاغه للنائب العام المصري إن المُبلَغ ضدها تُعد أحد أشهر مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، المتعلقة بالفيديوهات القصيرة، وتستخدم أساليب مُبتذلة تتنافى مع القيم والتقاليد المصرية العريقة. كما أثارت هذه الواقعة دار الإفتاء المصرية، وأوضحت في فتوى لها من دون أن تذكر واقعة زواج هبة مبروك من الكلب، أن هناك آداباً وضوابط للمزاح الذي يراد به المداعبة والملاطفة. وقالت الإفتاء المصرية في بيان لها على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن هناك آداباً وضوابط للمزاح، فقد ورد عن النبي، صلى الله عليه وسلم قوله لامرأة: «لا يدخل الجنة عجوز»، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني لأمزح، ولا أقول إلا حقاً»، ومازح النبي صلى الله عليه وسلم طفلاً حين مات عصفوره، فقال له: «يا أبا عمير، ما فعل النغير؟». وأضافت الإفتاء: «ما ذلك إلا لأن غريزة النفس البشرية تميل للبشاشة واللطافة، وتأنف العبوس والكآبة، ومع هذا فإن الشريعة الإسلامية حددت إطاراً بضوابط وآداب لهذه الغريزة تعمل من خلاله دون أن تميل أو تحيد عن جادتها». وأشارت دار الإفتاء إلى أن من هذه الآداب: ألا يشتمل المزاح على قولٍ محرم، كالغيبة أو النميمة، حيث قال تعالى: «ولا يغتب بعضكم بعضا»، وفي الحديث المتفق عليه: «لا يدخل الجنة نمام»، أو اشتماله على فعلٍ محرم، كانتقاص وازدراء الشعائر الدينية حيث الأصل فيها التعظيم، قال تعالى: «ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب». وتضمنت الضوابط أيضا: البعد عن الكلام الفاحش، وتجنب سيء الحديث، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أثقل شيءٍ في ميزان المؤمن يوم القيامة حسن الخلق، وإن الله ليبغض الفاحش البذي»، وألا يتضمن المزاح إلحاق الضرر بالغير، ففي الحديث: «لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً»، فإيذاء الناس مذموم في الشرع، وقد ورد المنع والتحذير منه، قال الله تعالى: «والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً». وانتهت الإفتاء في فتواها بالقول: إن الذي يحمل الشخص على تحقيق ذلك وامتثاله تذكر قول الله تعالى: «ما يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيب عتيد»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم».