عبد الله أبوضيف (القاهرة)

تواجه منصة يوتيوب اتهاماً جديداً بسبب السؤال المتكرر عن الخوارزميات التي يعتمد عليها، والتي توصي المستخدمين بمواد ضارة تؤذيهم نفسياً، وتشتت تفكيرهم عن المحتوى الأساسي الذي يبحثون عنه. ونفذت مؤسسة Mozilla بحثًا على الخيارات الخاطئة لخوارزميات يوتيوب للوقوف على الحقيقة، وأصدرت بيانها الذي جاء بعد عام كامل من جمع البيانات والعمل مع متطوعين وافقوا على مشاهدة مقاطع فيديو مختلفة على المنصة. وبحسب موقع «the verge» فقد بدأ البحث في سبتمبر 2020 لتتلقى مؤسسة Mozilla نحو 3500 تقرير عن ظهور بعض المواد الخطرة أمام المتطوعين محل الدراسة، وذلك مع الأخذ في الاعتبار مجموعة كبيرة من الأشخاص الذين شاهدوا هذه المحتويات المتطرفة، ولم يرسلوا تقاريرهم. وجاء رد يوتيوب غامض بعض الشيء إذ أقرت أن 12% من المواد التي تم الإبلاغ عنها تنتهك سياسة النشر في المنصة، وأن حوالي 9% منها تمت إزالتها من يوتيوب رغم أنها جمعت 160 مليون مشاهدة قبل حذفها، وهنا تساءلت Mozilla عن سبب موافقة يوتيوب على النشر من الأساس طالما أنها لا تناسب سياسته، ورجحت أن يكون السبب وراء ذلك هو شعبية هذه الفيديوهات وسرعة انتشارها. وطالبت Mozilla منصة يوتيوب بالاعتراف بأن الخوارزميات مصممة بطريقة تتسبب في إلحاق الضرر بالمستخدمين، وتعرضهم للخطر بعد مشاهدتهم للمواد المتطرفة، وأثبتت ذلك بإحصائية تفيد بأن 43% من المتطوعين ظهرت لهم توصيات غير مرتبطة بمسار المشاهدة، وهو ما يؤكد وجهة نظر Mozilla. وخرجت يوتيوب للرد على هذه البحث الذي استمر على مدار عام كامل لتوضح بأنه خلال هذا العام وحده اتخذت المنصة أكثر من 30 إجراء صارماً للتقليل من توصيات المحتويات الضارة، ووعدت بأن تأخذ توصيات Mozilla بعين الاعتبار، ولكن هذا ما شككت فيه الصحف المهتمة بالأمر، نظراً لأن يوتيوب يحصل على 6 مليارات دولار كل ربع ساعة بسبب الإعلانات، فإن تغيير خوارزمياته أمر يستحيل تصديقه.