لكبيرة التونسي (أبوظبي)
حسن الحوسني مصوّر شاب، شقّ طريقه في عالم التصوير منذ 15 عاماً، هوايته قادته إلى استكشاف مكامن الجمال في إمارة أبوظبي وطبيعتها الغنّاء، ودفعته إلى تعزيز الوعي البيئي عبر عدسته التي يتصدّى من خلالها إلى السلوكيات السلبية الناجمة عن البشر.
وأكثر من ذلك، فهو يحوِّل مخلفّات الأخشاب إلى تحف فنيّة، ليؤكد أن شباب الإمارات على قدر كبير من التميّز والإبداع والمسؤولية، واضعاً البيئة ضمن اهتماماته الرئيسة، ومعتمداً التطوّع لحمايتها أسلوب حياته.
تصوير حسن الحوسني «موظف حكومي»، لكنوز الطبيعية في إمارة أبوظبي وما تزخر به من تنوّع ومناطر خلّابة، جعله يصل إلى مناطق غير معروفة عند البعض، مستعملاً فيها «الدرون» للإضاءة على جمالياتها، في مبادرة للحثّ على صون البيئة، مما يلقى تفاعلاً كبيراً وإعجاباً من كثيرين.
تنوّع جغرافي
في حديثه لـ «الاتحاد» قال: «الصورة النمطية غالباً ما ترتكز على العمران والمباني الشاهقة، وأنا أحاول من خلال صوري إظهار الجانب الآخر من إمارة أبوظبي، أي التنوّع الجغرافي والبيولوجي الثري، وما أحاول تقديمه عبر الكاميرا، هو الجانب البيئي الذي لا يزال جزء منه خفياً عن العيون، وهدفي توعية المجتمع بأهمية الحفاظ على البيئة عبر الصورة.
مهنة متوارثة
أوضح الحوسني أن دراسته في مجال الصحة والسلامة البيئية، جعلته يثمِّن أهمية الحفاظ على الثروة الطبيعية، ودفعته للعمل على تعزيز الوعي البيئي، مسخِّراً طاقاته في دعم جهود الدولة وما تقوم به للحفاظ على الموارد، لافتاً إلى أنه أثناء تجواله في ربوع أبوظبي كان يصادف مناظر تحرِّضه على الإبداع. وعندما يلاحظ سقوط قطع خشبية بين أشجار القرم أو قرب الشاطئ، يندفع إلى جمعها وتحويلها إلى قطع فنية، بغرض عرضها وحثّ الناس على الاهتمام بعملية إعادة التدوير. ويرى أنه بالإمكان استغلال هذه الموارد لتحقيق استدامتها، وما ساعده في ذلك انتماؤه إلى عائلة تمتهن النجارة، التي أتقنها وورثها عن أجداده.
«الدرون»
بالعودة إلى بداية علاقته بالتصوير، أشار إلى أن ولادته في جزيرة دلما، المدينة الخضراء المعروف] بطبيعتها الخلّابة وبيئتها البكر التي لم تمسها يد البشر، جعلته يبحث في خبايا الطبيعة ويوثِّقها بعدسته أينما حل وارتحل، موظِّفاً موهبته التي صقلها بالعلم والمعرفة، ومستثمراً أدوات التكنلوجيا الحديثة التي ساعدته على نقل الصورة الحقيقة لمختلف المواقع البعيدة، ومن ثم عرضها كلوحات فنيّة قل نظيرها.
أضاف: مارست عدة هوايات، منها رياضة الغوص وقمت بتصوير الأعماق، واستخدمت في ذلك الكثير من الأدوات المناسبة، لكن تصوير الطبيعة التي لم يصلها الناس باستخدام «الدرون» أكثر ما يشعرني بالحرية، حيث أركِّز على زوايا تصعب رؤيتها بالكاميرا العادية، وكأنني أحلِّق في السماء لألتقط في كل مرة صورة مختلفة وأضيء على رسالة بيئيّة معينة.
مسؤولية
وعن سبب اهتمامه بالبيئة ذكر أنه تأثَّر كثيراً بنظافة جزيرة دلما التي وُلد فيها، وعندما انتقل إلى مدينة أبوظبي للدراسة والعمل، انخرط في العمل البيئي، مشيراً إلى أن الطبيعة جزء منه، وكان يشعر بالمسؤولية عند ملاحظة إهمال بعض زوار الشواطئ، ورمي المخلّفات في الحدائق. الأمر الذي جعله يقرِّر المساهمة في نشر الوعي وتعزيز السلوك الحضاري، والمشاركة في الحفاظ على ثروات الأرض.
زايد القدوة
أكّد الحوسني تأثّره بالوالد المؤسّس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان, طيّب الله ثراه، والذي كان يزور جزيرة دلما ويحثّ أبناءها على الاعتناء بالطبيعة والبيئة، وقال: أبونا زايد كان قدوتنا، فقد علّمنا كيفية الحفاظ على البيئة، من طيور وغزلان وأشجار نخيل وثروة سمكية، ما ترك بالغ الأثر في نفسي لتطبيق هذه القيم، فهو لم يكن حريصاً على البشر وحسب، وإنما امتد حرصه إلى كل كائن على هذه الأرض.
أسلوب حياة
جعل حسن الحوسني من الاهتمام بالبيئة أسلوب حياة، ويقوم بالعديد من الأعمال التطوعيّة، حيث ساهم مع هيئة البيئة - أبوظبي، التي تستقبل الاقتراحات والأفكار وتناقشها برحابة، في إطلاق السلاحف ومراقبتها وتتبّعها. وينقل الاهتمام بالبيئة إلى أبنائه ليكون سلوكاً معتاداً لديهم.
جزيرة بوطينة
جزيرة بوطينة من الأماكن الجميلة التي استكشف طبيعتها العذراء الخلّابة، ويجد متعة كبيرة وهو يصوّرها. استلهم منها قصصه القصيرة ضمن طبيعة توحي بمشاهد خيالية موضحاً أنها غنيّة جداً، وتزخر بشتّى أنواع الطيور والسلاحف والأسماك، مما يجعلها محفِّزاً على الإبداع.