عبد الله أبو ضيف (القاهرة)
نجح مجموعة من الباحثين في مختبر Fraunhofer FKIE الألماني بتطوير نموذج من الطائرات بدون طيار التي تستمع إلى صراخ البشر وتتحرك نحوهم مباشرة وتنقذهم من أي اعتداء، أي أن هذه الطائرة ستكون النسخة الآلية من شخصية الأطفال المميزة سوبر مان .
وعمل الباحثون لأكثر من ثماني سنوات على ابتكار طائرة تتعرف على صوت الصراخ وتحدد موقعه بدقة باستخدام الذكاء الاصطناعي، ولكن في البداية واجهت الفريق بعض الصعوبات مثل صعوبة حمل الميكروفونات الضخمة التي تكبر الأصوات وأجهزة الكمبيوتر التي تحدد المواقع .
وبعد الكثير من العمل تم استبدال الميكروفونات الضخمة بتقنية تشبه الميكروفونات الصغيرة الموجودة في الهواتف المحمولة، وبهذا تتغير مهمة طائرات الإنقاذ التي كانت تعتمد في الماضي على الرؤية البصرية أثناء عمليات المسح البحث عن الناجين من أثر الزلازل، فالطائرات الجديدة ستسمع إلى الصراخ حتى لو كان بعيدًا وقادم من تحت الأنقاض.
أما العائق الثاني الذي واجه فريق البحث الألماني فهو التقنية المناسبة لتنقية الضوضاء في موقع الأحداث لتحقيق أفضل قراءة للصوت، ونجح الفريق في كبت ضوضاء الهليكوبتر وصوت المركبات الأرضية، وما زال العمل جاريًا على إضافة تقنية الطيران إلى مناطق الحدث تلقائيًا دون أي تدخل بشري .
وتتضمن الخطة المستقبلية لتطوير طائرات الإنقاذ تزويدها بمستشعرات يمكنها أن تنقل المعلومات إلى أطقم الطوارئ عن عدد الضحايا وأنواع الإصابة ومدى خطورتها لمساعدة الأطقم الطبية في التعامل مع الحالات الخطرة بسرعة فائقة.
وستسرع تقنية اكتشاف الصراخ في طائرات الإنقاذ من ظهور روبوتات قادرة على القيام بمهمات الإنقاذ بشكل كامل، وليس فقط استكشاف الحرائق أو تصوير الضحايا تحت الأنقاض، وفي المستقبل القريب ستظهر النماذج الأولية لروبوتات أكثر قدرة على إنقاذ الإنسان في أقل من 60 ثانية