مكّن الفحص المجهري بالفيديو المتطور الباحثين من رؤية التفاصيل الجزيئية لكيفية غزو طفيليات الملاريا لخلايا الدم الحمراء، وهي خطوة رئيسية في المرض.
واستخدم الباحثون في معهد والتر وإليزا هول للبحوث الطبية، في أستراليا، مجهرا ضوئيا شبكيا مصمما خصيصا، الأول من نوعه في أستراليا، لالتقاط مقاطع فيديو عالية الدقة لطفيليات فردية تغزو خلايا الدم الحمراء، وتصور التغيرات الجزيئية والخلوية التي تحدث خلال هذه العملية.
وقدم البحث معلومات جديدة مهمة حول بيولوجيا طفيليات الملاريا التي قد يكون لها تطبيقات لتطوير الأدوية الجديدة المضادة للملاريا التي تشتد الحاجة إليها.
وقاد البحث، الذي نُشر في Nature Communications، الدكتورة سيندي إيفلين، والدكتور نيال جيوغغان، والدكتور لاتشلان وايتهيد، والبروفيسور آلان كايمان، والدكتورة كيلي روجرز.
والملاريا مرض ينقله البعوض ويقتل نحو 400 ألف شخص على مستوى العالم كل عام.
وأوضحت الدكتورة روجرز، رئيسة مركز التصوير الديناميكي في معهد والتر وإليزا هول للبحوث الطبية، في أستراليا( WEHI)، إن العديد من الأعراض الخطيرة للملاريا تحدث بسبب غزو ونمو طفيلي البلازموديوم في خلايا الدم الحمراء للشخص المصاب.
وقالت: "إن فهم كيفية غزو الطفيلي لخلايا الدم الحمراء بتفاصيل أفضل قد يكشف عن طرق جديدة لوقف هذه المرحلة من دورة حياة الطفيلي، ما قد يؤدي إلى علاجات جديدة تشتد الحاجة إليها".
وتابعت: "استخدمنا الفحص المجهري، على وجه التحديد أسلوب حديث، الفحص المجهري للصفائح الضوئية الشبكية (LLSM)، لمتابعة التغيرات الخلوية والجزيئية المعقدة التي تحدث عندما يغزو طفيلي الملاريا خلايا الدم الحمراء".
وأضافت: "لقد التقطنا أول مرة على الإطلاق عالية القرار، في الوقت الحقيقي وديناميكية آراء الطفيلي أثناء العمل" بحسب «rt».
وقالت الدكتورة إيفلين، التي بدأت البحث كطالبة شرف، إن البحث كشف عن العديد من الجوانب غير المعترف بها سابقا لغزو الطفيليات. و"أظهرت مقاطع الفيديو التي سجلناها تفاعلات الدفع والجذب، حيث سقط الطفيلي على خلية الدم الحمراء، ثم دخل الخلية في غرفة مغلقة، تسمى فجوة، حيث تنمو وتتكاثر. وحول ما إذا كانت الفجوة مشتقة من الطفيلي أو الخلية المضيفة، فقد حل بحثنا هذا السؤال وكشف أنه تم إنشاؤه من غشاء خلية الدم الحمراء".
وتستهدف معظم العلاجات واللقاحات المضادة للملاريا الارتباط الأولي للملاريا بخلايا الدم الحمراء.
وتشرح الدكتورة روجرز: "من خلال تصور هذه العمليات بمزيد من التفصيل، قد يساهم بحثنا بعدة طرق في تطوير علاجات جديدة مضادة للملاريا. على سبيل المثال، بعد أن علمنا الآن أن فجوة الطفيلي تعتمد على مكونات غشاء خلايا الدم الحمراء، فقد يكون من الممكن استهداف هذه المكونات بالأدوية لتعطيل دورة حياة الطفيل. ويمكن أن يكون هذا النهج الموجه من المضيف طريقة واحدة لتجاوز ميل طفيلي الملاريا لتطوير مقاومة الأدوية بسرعة. وقد يكون لدى الفحص المجهري للصفائح الضوئية الشبكية أيضا تطبيقات لمراقبة الخطوات المحددة لغزو الطفيليات التي تم حظرها بواسطة أدوية جديدة محتملة، وهو مجال نحن الآن مهتمون جدا بمتابعته".
والفحص المجهري للصفائح الضوئية الشبكية، هي تقنية تصوير متقدمة لتمكن الباحثين من تصور الخلايا والأعضاء بتفاصيل غير مسبوقة وفي الوقت الفعلي. ووفقا للدكتور جيوجيجان إن الفحص المجهري غير كيفية دراسة الخلايا. و"يتيح لنا الفحص المجهري للصفائح الضوئية الشبكية الحصول على مقاطع فيديو عالية الدقة للخلايا، والتي كانت بمثابة تغيير لقواعد اللعبة في العديد من مجالات البحث البيولوجي".