درس الباحث ميخائيل إيفانتشينكو، من جامعة نيجني نوفغورود الروسية، ظاهرة تفاوت الشيخوخة بين البشر. 

ولفت الأكاديمي إلى أن شيخوخة الإنسان، مثل بقية الكائنات الحية الأخرى، هي عملية طبيعية تضعف من خلالها جميع أنظمة ووظائف الجسم، وأهمها القدرة على التجدد ومقاومة الإصابة والمرض.

وأشير إلى أن العمر الحسابي للشخص لا يتوافق دائما مع حالته الصحية، لذلك هناك مفهوم للعمر البيولوجي، الذي يتم تحديده من خلال مجموعة كبيرة من الخصائص الفردية، والتي تشمل نمط الحياة، والوراثة، والأداء، والعديد من المعايير الأخرى.

أحد المؤشرات الجينية الرئيسة التي تحدد العمر البيولوجي للشخص هو مثيلة الحمض النووي. وهي عبارة عن عملية جينية، أي أنها لا تؤثر على تسلسل الحمض النووي نفسه. وهي تتأتى من تغيير "الإضافات" على جزيء الحمض النووي، والتي تؤدي إلى "تشغيل" أو "إيقاف" جينات معينة.

وذلك يعني أن التغيرات اللاجينية تؤدي إلى تغيير في عمل الحمض النووي، من دون تغيير الشفرة الجينية.

ومن المقبول بشكل عام، أن مثيلة الحمض النووي هي عملية تحدث بشكل متساوٍ ومستمر طوال الحياة.

ومع ذلك، اكتشف علماء من جامعة نيجني نوفغورود، أن مثيلة الحمض النووي في جسم كل فرد تحدث بشكل غير متساو.

واستخدم الباحثون بيانات من دراسة أجريت على 442 توأما، تم جمعها على مدى 10 سنوات، وبيانات منفردة لـ 729 متطوعا من السويد، حيث  اتضح أن "المسارات" الفردية لمثيلة الحمض النووي في كل هؤلاء الأشخاص تختلف اعتمادا على عدد من المؤشرات، مثل العوامل الوراثية والبيئة.

وبناء على هذا الاكتشاف، طور باحثون من روسيا وإيطاليا وبريطانيا، نهجا جديدا لتحديد العمر البيولوجي للشخص، وأطلقوا على سمات مثيلة الحمض النووي "مسارات الشيخوخة الفردية".

وبهذا الشأن، قال الباحث الروسي ميخائيل إيفانتشينكو: "الناس مختلفون تماما، ولكن حتى الآن لم نكن نعرف كيف تؤثر هذه الاختلافات على الأمراض المرتبطة بالعمر، وكيف نتقدم في العمر. بالنسبة للطب الشخصي، من المهم جدا فهم مسارات التطور والتكيف والشيخوخة لكل فرد. ونتيجة بحثنا وجدنا أن الناس حقا يشيخون بطرق مختلفة".