هناء الحمادي (أبوظبي)

ورث الشاب الطموح عبدالرحمن الطنيجي الإبداع عن والدته، الفنانة التشكيلية الإماراتية عائشة الكعبي، فأطلق بأفكاره سراح الفن، وحرره من سجن البراويز والجدران، وجعله يتجول على الحقائب والملابس والكمامات، عبر مشروع استثماري يعتمد على ابتكارات الابن وإبداعات الأم.

تقول عائشة الكعبي: «توقفت عن العمل منذ فترة، لأن اثنين من أبنائي من أصحاب الهمم، حتى جاءت فكرة المشروع في ذروة «الجائحة» والتباعد الجسدي، وكان لابني عبدالرحمن وجهة نظر، مفادها أن الفن يمكن أن يستخدم وسيلة لرفع الروح المعنوية لأفراد المجتمع، وأنه آن الأوان لإطلاق سراح الفن من سجن البراويز والجدران.
وتضيف: عرض عليّ مشروعه، وكنت مترددة في البداية؛ لأن ذلك سيتطلب مني إنتاج أعمال فنية جديدة، وكنت أخشى ألا يسمح وقتي الضيق بذلك لكن حماسه للمشروع شجعني على خوض التجربة، ووجدت نفسي وشقيقاته نعمل معه بكل حب ونساعده قدر الإمكان، مما جعل المشروع بمثابة الابن الجديد للأسرة.

اجتمعت الآراء على أن تكون البداية مع «الحقائب القماشية»، وتطلب الأمر بعض البحث للمقارنة بين جودة الإنتاج لتكون الحقائب «لوحات فنية» بحد ذاتها، وألا تقلل عملية الطباعة على القماش من جمالها أو تنقص من تفاصيلها.
وتقول الأم: «ما إن تمت طباعة المجموعة الأولى، والتأكد من جودتها أطلقنا مشروع (وال آرت) حساب على الـ(إنستغرام)، وكان تفاعل العائلة والأصدقاء له الأثر الكبير على استمرار العمل ونجاحه، وكان اعتمادهم الأكبر على رضى عملائهم عن منتجاتهم، وبالتالي عودتهم مجدداً للتبضع، وأيضاً تزكية المنتج في محيطهم، مما أكسب المشروع سمعة حسنة لدى فئة تهتم باقتناء منتجات مميزة وفنية في آنٍ واحد».

الخدمة الوطنية
بعد التحاق ابنها عبدالرحمن بالخدمة الوطنية، تولت عائشة الكعبي إدارة ومتابعة المشروع، واعدة إياه بأن يعود من الخدمة ليجده يليق بحلمه الذي كان يطمح إليه، لتكتمل أناقة الفتيات بحمل حقائب فنية.