هناء الحمادي (أبوظبي) 

صوتها أعذب من الهمس وأقرب إلى النفس، وهي كما الهوى إن طارت لم يبق بعدها صوت ولا صدى. ولهذا كله يهوى سالم صالح بن نصيب تربية أنواع مختلفة من الطيور والببغاوات، وقد وجد نفسه منذ الصغر يربّي طيور اليمام والحمام البري التي يوجد منها 348 نوعاً بينها 16 نوعاً منقرضاً من العالم، بما فيها «سكورو دوف» وموطنه جزيرة سمورو التابعة للمكسيك.

أحاديث
حب الطيور جعل سالم يقضي وقته معها حيث يشعر بالراحة النفسية، فتارة يطعمها، وتارة يقبّلها ويحوطها بالرعاية. وما أن تطير ترجع إليه لتضيف له السعادة والتسلية، حيث تدور بينه وبينها أحاديث وديّة تصل أحياناً إلى التأثّر والحزن في حال الفراق. وقد نمت معه الهواية، حتى أصبح يعرف أنواع الطيور النادرة والمختلفة من حيث سلالاتها وفصائلها وأعمارها.

مظلّة واحدة
يمثّل سالم صالح أنموذجاً حيّاً لهواة تربية الطيور والببغاوات ورعاية النادر منها، ويسعى إلى تجميع مهتمين مثله من أنحاء الدولة تحت مظلّة واحدة لتوحيد الجهود وتبادل الخبرات مما ينعكس إيجاباً على هذه الهواية التي تحمل الكثير من الأسرار والتفاصيل، والانطلاق بها نحو آفاق أفضل.

بيجون وكاردينال
لا ينظر سالم إلى مزرعته على أنها مجال للرزق، بل يعتبرها جزءاً منه، وهي تضم مئات الطيور مختلفة الأشكال والألوان، حيث خصّص فيها أماكن للتربية والإنتاج والبيع، ومنها حمام نادر وعصافير مثل «دوف»، «بيجون الغابات» و«كاردينال». وكلها طيور تتميّز بألوان جاذبة وأشكال غير مألوفة تتأقلم مع التغيرات المناخية في الدولة، منها تتغذّى على الفواكه فقط، مثل يمام الفاكهة وحمام الفاكهة، ومنها تكون دائماً على الأرض وتتكاثر مثل اليمام أو الحمام الأرضي، ومنها تتكاثر في الغابات والجبال والواحات في الصحراء، ومنها المهاجر. ويوضح: دورنا كأفراد أن نحاول قدر المستطاع المساهمة في الحفاظ على هذه الطيور وتكاثرها.

40 طاووساً
يقول سالم: استطعت توفير 40 طاووساً مختلف الأشكال والألوان، ذات ذيل جميل يلفت نظر كل من تقع عيناه عليه. ويرى أن تربية الطاووس مفيدة بيئيّاً لكونه يتغذّى على الحشرات الضارة، كما إنه طائر اجتماعي بطبيعته ويُعتبر من أجمل الطيور الموجودة على الأرض، مشيراً إلى أنه يمكن معرفة سلالة الطاووس بالنظر إلى ألوان الريش والعينين والساقين والأصابع. وبالرغم من أن تربية الطاووس مكلفة للغاية وتحتاج إلى عناية كبيرة، تبدأ من تجهيز المزرعة بأجهزة تبريد خاصة، لا ينظر سالم إلى هوايته من باب المكسب والخسارة، بل من منظور دعمها وتطوير مزرعته لتكون من الأجمل في العالم.

مزادات
ويذكر أن هواية تربية الطيور النادرة تستهوي الكثير من الشباب، وخصوصاً حين تقام المزادات حيث يرتفع ثمنها بوتيرة متسارعة، لتصل أحياناً قيمة الفرد منها إلى 80 ألف درهم وأكثر. وأقلّها جذباً يُباع في حدود الـ 500 درهم.
ويعتبر أن هذه الهواية التي أصبحت لدى بعضهم ممارسة احترافية، وجدت لها جمهوراً عريضاً من الشباب الراغبين في تجميع أفضل الطيور وأغربها شكلاً، بقصد زيادة إنتاجها والمنافسة فيها، وأحياناً المتاجرة والاستفادة المالية.

طيور الحب
يذكر سالم صالح أن من الأنواع المفضلة لديه ولها محبون ومربون على مستوى العالم، «طيور الحب»، وذلك لجمال ألوانها وسهولة تربيتها في المنازل وسرعة تكاثرها. ويشير إلى أنه تم إنشاء نادٍ خاص في دولة الإمارات لتبنّي هذه الهواية التي تنظّم لها مسابقات على المستوى المحلي والعالمي.

هايسنت مكاو
يقول سالم صالح إن كل الطيور لديه نادرة، وأعلى سعر تم بيعه لطائر «هايسنت مكاو» ومنشأه جنوب أميركا، وقد بيع بما يقارب 50 ألف درهم نظراً لندرة إنتاجه وقلّه تواجده.