هناء الحمادي (أبوظبي)

رغم كل أوجه التطور العمراني والحضاري، يبقى البحر، مصدراً لشغف الكثير من المهتمين بتوثيق الطبيعة عبر الصورة الفوتوغرافية، متخذين من علاقة أهل الخليج بالموج و«السِيف» إرثاً للإبداع وإيماناً باللغة البصرية في قدرتها على رصد الكنوز على بعد أمتار من تحت الماء. وعشق خالد الحوسني، المصور الفوتوغرافي، لعالم التصوير تحت الماء دفعه للقيام بأكثر من 350 من عملية غطس، حيث أغوته الطبيعة البحرية بسحرها، ووجد أنها تستحق التوثيق لكشف أسرار الأعماق.

يقول الحوسني الذي فاز مؤخراً في المسابقة السنوية التي تنظمها جمعية الإمارات للغوص بعنوان «رقمي أونلاين 2021» بالمركز الأول في فئة «الصورة»، والمركز الثاني فئة «الفيديو» بمشاركة أكثر من 100 متسابق من هواة التصوير تحت الماء: «..الصورة تحت الماء تدفعني للمزيد من الإلهام، حيث هناك الأسماك الصغيرة والمرجان والشعب المرجانية، جميعها عوالم يستقي منها المصور عدة أفكار، بل متنفس خاص لتحقيق الترفيه الداخلي..»، هنا يوضح الحوسني تأثير تلك الصور على تفكيره ونفسيته، مضيفاً أنه يعمل على دمج تلك الصور من خلال إنتاج فيديوهات خاصة مدعومة بموسيقى يحرص على اختيارها ومن ثم نشرها عبر موقعه في «الإنستغرام».

ويضيف: «إن البيئة المائية في أماكن الغوص مليئة بالكائنات البحرية رائعة الجمال، والمصور هو الذي ينقل هذا الجمال من تحت الماء عبر عدساته»، مضيفاً: «التصوير تحت الماء يحظى بمعايير مختلفة عن التصوير الشائع، وذلك للظروف المائية المحيطة مثل التخطيط للصورة من أهم أسباب نجاحها، واختيار الوقت المناسب لالتقاطها، خاصة في الصور الخارجية، اختيار العدسات الصحيحة أيضاً، حيث إن هناك اختلافاً بين عدسة المايكرو وعدسة الطبيعة والبورتريه، وتؤثر زاوية التقاط الصور كثيراً في تميزها، إضافة إلى أوانيها المشبعة والنقية». ويقول: «الذي يثير الفضول والشغف بالنسبة للكائنات البحرية أن لها مجتمعاً مختلفاً عن مجتمعنا وظروفاً مختلفة، تلك الكائنات تعيش بقوانين مختلفة في ظروف استثنائية، وتنتهج مسارات حياتية مختلفة وغريبة تجذبنا إلى هذا العالم الغامض».

عارية الخياشيم
عن الصورة التي التقطها لـ «عارية الخياشيم» يقول: «هذه الكائنات الحية الدقيقة تمتاز بصغر حجمها، لكنها في الواقع غاية في الجمال، وعاريات الخياشيم صغيرة ألوانها جميلة جداً، ويفضل استخدام عدسات خاصة (المايكرو)، أي التقريب لتوضح تفاصيل شكلها وألوانها»، مشيراً إلى أن «الفيديو» الذي حصد المركز الثاني، يسرد تصوير عالم الحياة البحرية تحت الماء بكل تفاصيلها والجمال الذي لا يوصف، حيث من جمال القاع لا يمكن للغة البصرية ترجمتها عبر لقطات، ويعجز اللسان عن وصف ما بالقاع من أسرار جمالية، ولا يمكن أن يعيش هذا الجمال ويشاهده إلا من غطس واكتشف أسرار الحياة تحت الماء.

  • خالد الحوسني

جوائز
يبين الحوسني أنها ليست المرة الأولى التي يفوز فيها بهذه المسابقة، بل حصد الكثير من الانتصارات، حيث فاز عام 2018 بالفضية لأجمل صورة في الإمارات، وفي عام 2019 فاز بـ«البرونزية» فئة «التصوير الدقيق وفضية الفيديو»، وفي 2020 بـ«الفضية» فئة «الأبيض والأسود»، وفي 2021 بذهبية الصور والمركز الثاني فئة الفيديو.