انتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة خطيرة باتت تقض مضاجع أرباب العمل في الولايات المتحدة وتخلف العديد من الضحايا الأبرياء.
ويتعلق الأمر بظاهرة إطلاق النار العشوائي في مقرات عمل الشركات.
ففي حادثة تتكرر باستمرار في أميركا، قام موظف مستاء من عمله ومدجّج بالسلاح أخيراً بقتل تسعة من زملائه، زارعاً الموت والذعر في محطة حافلات وقطارات في ولاية كاليفورنيا، في سيناريو هو هاجس أي ربّ عمل في هذا البلد.أطلق سامويل كاسيدي، الأميركي البالغ من العمر 57 عاماً، أربعين رصاصة الأربعاء داخل شركة نقل عام في سان خوسيه، حيث كان يعمل في قسم الصيانة.
وأوضح رئيس الشرطة المحلية لوري سميث لشبكة «إن بي سي» التلفزيونية الأميركية: «كان سريعاً جداً ومصمماً جداً، كان يعرف أين يوجد الموظفون».
وعند وصول الشرطة، انتحر كاسيدي وعُثر في حوزته على ثلاثة مسدسات شبه أوتوماتيكية و32 مخزن ذخيرة.
وشهد العام 2017، بحسب آخر الإحصاءات الرسمية، 458 جريمة قتل في الشركات، لكن 77 منها «فقط» نفذها موظفون أو متعاونون، في حين أن الجرائم المتبقية كانت من فعل أقرباء أو زبائن مستائين.
وهذه الظاهرة ليست جديدة. فبين السبعينيات والتسعينيات من القرن الماضي، تسبب موظفون وموظفون سابقون بسقوط حوالي أربعين قتيلاً في سلسلة هجمات على أجهزة البريد، حتى أن الأميركيين ابتكروا عبارة «سلوك منحى بريديّ» لوصف حوادث العنف في مكان العمل.
وإن كان لوباء كوفيد-19 حسنة، فهي أنه أحلّ هدنة في أعمال العنف هذه. لكن مع إعادة فتح العديد من الشركات أبوابها، عاد العنف إلى أماكن العمل. 
ففي أبريل، قام موظف بقتل شخص في متجر أثاث في تكساس، كما أقدم موظف سابق على قتل ثمانية أشخاص في مركز لفرز البريد تابع لشركة للبريد السريع في إنديانابوليس.وباتت الشركات الملزمة قانونياً توفير إطار عمل آمن لموظفيها، تدرك بشكل متزايد هذا الخطر وتحاول إيجاد حلول له.
ويقول حوالى 45% من الموظفين الأميركيين إن شركتهم اتبعت سياسة تقضي بتدارك أعمال العنف، وفق ما أظهرت دراسة أجرتها «جمعية إدارة الموارد البشرية».
وتوصي هذه الجمعية بعدد من التدابير التي يمكن اتباعها، تتراوح بين رصد الحالات التي تنطوي على مخاطر، وصولاً إلى توفير دعم نفسي للموظفين الذين يتم تسريحهم، فضلاً عن تدريب الموظفين على طريقة التصرف في حال وقوع هجوم مسلح مثل إصدار إنذار والهروب والاختباء وغيرها