محمد نجيم (الرباط)

لن تصدِّق أنّ ما تراه أمامك مجرّد مجسّمات صغيرة من الورق المقوّى أو الكرتون المهمل، لقصور تعود إلى مدينة وارزازات المغربية المعروفة بثراء عمرانها القديم وحصونها وواحاتها، التي صُوِّرت فيها أعمال سينمائية لكبار المخرجين العالميين.
بدقة متناهية، وبراعة في الشكل والتصميم، يعمل الفنان الشاب الحسن إمغري في ورشته المتواضعة ببلدته وارزازات، ليقدّم تراث محيطه المعماري، من خلال مجسّمات صغيرة تشبه إلى حد بعيد مجسّمات المدن التي تُستعمل في السينما وتكلّف ملايين الدولارات.

  • أتربة طبيعية تدخل في التصاميم (من المصدر)

لورنس العرب
شغفه في الحفاظ على الكنوز الوطنية التي تعدّ قوة جذب للسياحة الثقافية، جعله ينكبّ على هذه التصاميم ليمكّن السياح من اكتشاف الأمكنة والفضاءات التي صُوِّرت فيها أفلام عالمية وأخرجها عمالقة السينما أمثال: العالمي دافيد لين الذي صوّر فيلم «لورنس العرب»، ريدلي سكوت الذي صوّر فيلميه: «المصارع» و«مملكة الجنة»، مارتن سكورسيزي وفيلم «الإغواء الأخير للمسيح»، وجوزيف ستنير نييغ وفيلم «القلوب المحترقة».

خامات طبيعية
ينفّذ إمغري مجسّماته بقطع الكرتون المهمل، الذي يعيد إليه الحياة بعد صباغته بألوان طبيعية يصنعها من تراب المنطقة، ومن خليط يستخرجه من أغصان الأشجار وطحالب البحيرات والأتربة التي يقطع من أجلها الأميال للعثور على ما يشبه النموذج الأصلي.

  • قلاع مشغولة يدويّاً

ويطمح الفنان المغربي إلى تأسيس مشروعه الخاص بمواد أكثر صلابة، وبيعها إلى شركات الإنتاج السينمائي أو المنشآت السياحية. ويشعر بسعادة عارمة، حين تصله رسائل تشجيع من بلدان العالم، معتبراً أن السرّ في هذه المجسمات يكمن في اختيار الألوان الأقرب إلى الواقع.