أبوظبي (الاتحاد)

بعد أن خاضت تجربة إخراج أفلام وثائقية منها فيلم «حجاب» الذي شارك في مهرجانات عالمية وعربية.. حققت المخرجة الإماراتية نهلة الفهد حلمها في فيلمها الإماراتي الجديد «218 خلف جدار الصمت»، كأول أعمالها الروائية الطويلة في الإخراج السينمائي، الذي يعرض حالياً على شاشات السينما، معبرة عن فخرها كونها أول مخرجة إماراتية تخرج فيلماً روائياً طويلاً.
واعتبرت الفهد أن فيلمها الجديد، «عرس سينمائي»، خصوصاً أن هذا العمل لا يخصها وحدها، أو فريق عمل محدداً، بل الجمهور أيضاً، إذ شارك في تنفيذه أكثر من 3000 ممن شاركوا في مبادرة التجربة الفنية الإماراتية، التي أطلقتها مدينة الشارقة للإعلام «شمس» لإنتاج أول عمل من صنع الجمهور من المواهب السينمائية على مستوى الوطن العربي، معبرة عن سعادتها لوجود عدد كبير من العنصر النسائي في العمل ما بين مساعد مخرج وكاتبة ومصممة أزياء ومونتير ومكياج، الأمر الذي سيسهم في خلق وإظهار مبدعات في تخصصات مختلفة في عالم «الفن السابع».

رسالة سامية
وأوضحت الفهد أن المشاركات في هذا العمل الذي تولت إخراجه، لم تكن محلية فقط، بل جاءت مشاركات الجمهور من عشاق السينما من مختلف أنحاء الوطن العربي، ومشاركة وجوه من التجربة الفنية الإماراتية في التمثيل والمساهمة في كتابة الفيلم مع الكاتب محمد حسن أحمد، لاسيما أن الإمارات وطن متجانس يعيش على أرضه كل الجنسيات وفئات مختلفة من المجتمع، إلى جانب وجود العديد من الشباب الذين يطمحون بأن يطوعوا إبداعاتهم وطاقاتهم في خدمة السينما المحلية، منوهة أن هذا الأمر هو الهدف والرسالة السامية من الفيلم، وهو تمكين الشباب من مختلف أنحاء الوطن العربي وتثقيفهم فنياً وسينمائياً، حتى يتمكنوا من تنفيذ أعمال بأفكار جديدة.

ثقافات مختلفة
وأشارت إلى أنه رغم أنها لديها مسيرة طويلة في عالم الإخراج، سواء في تصوير أغاني فيديو كليب، أو مسلسلات تلفزيونية أو أفلام وثائقية، إلا استفادت الكثير من هذه التجربة، من خلال مشاركة مجموعة من الشباب من مختلف الثقافات والجنسيات، إلى جانب مشاركة نخبة من نجوم الإمارات في التمثيل، وهم حبيب غلوم ومرعي الحليان ومنصور الفيلي وأمل محمد وعبد الله بن حيدر وهيفا العلي، الذين تعانوا بكل محبة في تنفيذ عمل سينمائي محلي مختلف في القصة أو الشخصيات التي يظهرون بها للمرة الأولى عبر الشاشة الذهبية.

إجراءات صارمة
وبينت الفهد أنه تم تصوير الفيلم على مدى شهر ونصف الشهر تقريباً، في مناطق متفرقة ما بين الشارقة وعجمان، لافتة إلى أنها واجهت العديد من الصعوبات خلال تصوير العمل، لاسيما أنه صور في صيف 2020 في «ذروة تفشي كورونا»، الأمر الذي جعلها تخطو كل خطوة بتأنٍ، مع الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية، حرصاً على سلامة كل العاملين في الفيلم، وجاءت نتيجة الإجراءات الصارمة التي وضعتها إيجابية.

  • حبيب غلوم وعبد الله بن حيدر في لقطة من الفيلم

منافسة عالمية
ووجهت شكرها لمدينة الشارقة للإعلام «شمس» التي تولت إنتاج أول عمل من صنع الجمهور العربي، والاحتفاء بهذا الكم الكبير من صناع سينما المستقبل، وإظهار إبداعاتهم في شتى المجالات الفنية، وقالت: لا أحد ينكر أن السينما الإماراتية في السنوات الأخيرة قطعت شوطاً كبيراً في الحضور والمنافسة، ولكن هذا التحدي الذي نفذته «شمس» سيأتي بنتائج إيجابية من أجل تمكين الساحة السينمائية الإماراتية ليس فقط خليجياً بل عالمياً، من خلال كوادرنا الشابة ودخولهم بقوة في السوق السينمائي. 
وتابعت الفهد: صناع السينما المحليون من مخرجين ومنتجين وكتاب، استطاعوا خلال الست سنوات الماضية أن يحققوا التواجد والحضور للسينما المحلية، بأفكار متنوعة ومختلفة، ونجحت أغلبها في المنافسة الحقيقية على شباك التذاكر مع الأفلام الأخرى المعروضة، بل وشارك بعضها أيضاً في مهرجانات عربية وعالمية محققة صدى وانتشاراً كبيرين، ونفذ أغلبها باجتهادات فردية، ورغم هذا النجاح الذي حققته السينما المحلية سواء من ناحية عدد الإنتاجات أو المستوى الفني والتقني في التنفيذ، إلا أن صناع السينما بحاجة إلى جهد أكبر من أجل النهوض والمنافسة في السوق السينمائي بشكل أكبر.

  • ملصق الفيلم

فأل خير 
حول عرض الفيلم، في ظل تحديد الطاقة الاستيعابية في صالات العرض، قالت: اعتبر «218 خلف جدار الصمت» «فال خير»، لأنه فيلم إماراتي يعرض في صالات السينما، خصوصاً مع تأجيل أغلب المنتجين لعرض أفلامهم حرصاً على سلامة الآخرين من جهة، ومن جهة أخرى، خوفاً من عدم تحقيقها الأرباح المطلوبة.
وأضافت: إن السينما العالمية والعربية رغم ضعف عدد إنتاجاتها وعرض أفلامها مقارنة بالسابق، إلا أنها موجودة وحاضرة، فيجب أن تسير عجلة الإنتاج والعرض، وأن نواكب ونتعامل مع كل الظروف المجتمعية والحياتية.