هناء الحمادي (أبوظبي) 

«سف الخوص» حرفة تراثية مهمة، تعكس الموروث الشعبي، وستبقى ذات أهمية وقيمة بوصفها واحدة من الصناعات التقليدية التي اكتسبت أهميتها من الخوص الذي كان في الماضي من ضروريات الحياة، وكانت المرأة تؤمن معظم احتياجاتها المنزلية من منتجاته على اختلاف أشكالها، وتستخدم في صناعته سعف النخيل.

عادة ما يتم تجهيز الخوص بعد أن يؤخذ من الجزء الأعلى من النخلة، نظراً إلى كونه أكثر ليونة في التشكيل، وبعد مرحلة تنظيف الخوص، وغسله يتم تحويله لشرائح رفيعة، ثم تغمس في أصباغ طبيعية، ثم تترك لتجف ثم يُعاد غسلها مجدداً لتكتسب مرونة وليونة أيضاً، حتى لا تترك الصبغة أثراً على الأصابع أثناء التجديل، وبعد الانتهاء من عملية «السفه»، أي عملية تشابك الخوص والتحامها بعضها مع البعض بطريقة فنية متناغمة، تبدأ مرحلة الخياطة، أي ربط وتركيب الجدائل بعضها مع البعض، وفقاً للشكل المطلوب والأداة المرغوب صنعها.

وكل قطعة من الخوص المغزول تعتمد على غرزة واحدة، إلا أن تقنية العمل تختلف من أداة إلى أخرى، وهذا يرجع إلى مهارة الحرفي ومدى قدرته على نسج وحياكة قطع تؤدي دوراً في طبيعة هذه الحياة القديمة، ومن هذه المنتجات التي يمكن صناعتها بهذه الجدايل، السرود «أي السفرة»، وهي عبارة عن قطعة من الحصير عادة ما تكون دائرية الشكل، ويلتف حولها الأفراد لتناول الطعام، ويتم تشكيل الجدايل بطريقة دائرية للحصول على الحجم المطلوب.

«المهفة»
تعد «المهفة»، واحدة من المنتجات التي يتم صناعتها بطريقة يدوية عبر حرفة سف الخوص، وهي مروحة بدائية، تستخدم للزينة، وللتهوية خلال الحر، علاوة على «السفرة والحصير»، والسلال، والأوعية ذات الأحجام المختلفة لحفظ التمور، وأيضاً حياكة «المكبة»، وهي غطاء على شكل مخروطي، يستخدم لحفظ الطعام المقدَّم على السفرة.

تفاصيل فنية
تتميز الحرف اليدوية التي مارستها النساء في الإمارات قديماً بالابتكار والعناية بالتفاصيل الفنية الدقيقة، وهي تحتاج مهارات عالية في التنفيذ للحفاظ على جمالياتها.