لكبيرة التونسي (أبوظبي)

تعد مي أحمد سلطان الجابر إحدى النساء الإماراتيات، اللواتي نجحن في بصم مسار مهني حافل بالمنجزات العلمية والعملية في المجال الطبي والرياضي، ما أهلها لتبوؤ مناصب مرموقة على المستوى المحلي، منها المدير الطبي في مستشفى هيلث بوينت التابع لشركة مبادلة للرعاية الصحية، وعضويتها في العديد من الهيئات والمؤسسات، وتم تكريمها  بمنحها جائزة المرأة الإماراتية المتميزة عرفاناً وتقديراً لجميع المبادرات التي تتولّى قيادتها.

مكانة
ترى مي الجابر أن المرأة الإماراتية مقدرة، وتحظى بدعم كبير، وبإمكانها أن تقدم الكثير وتثبت نفسها وأن تكون صاحبة بصمة جميلة، فالمرأة الإماراتية وصلت للمكان الذي تحتله اليوم باهتمام الحكومة الإماراتية ورعايتها.الدكتورة مي الجابر، اختصاصية طب الصحة العامة، تمارس مهنة الطب منذ عدة سنوات، درست الطب في جامعة الإمارات في العين، وبعدها حصلت على الماجستير في الصحة العامة من جامعة جونز هوبكنز في الولايات المتحدة الأميركية، تشغل حالياً منصب المدير الطبي في مستشفى هيلث بوينت التابع لشركة مبادلة للرعاية الصحية، وهي عضو في مجلس إدارة أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية، ومجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، والمكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الوطنية.

خلال الجائحة
كانت الجابر ضمن خط الدفاع الأول، من الذين عملوا 24 ساعة متواصلة،   وأضافت: «كطبيبة، شاركت مع الطاقم الطبي في خيمة المسح، خرجت من دوري كمديرة وعملت كطبيبة، وقمت بأدوار أخرى،  مشيرة إلى أنها كانت في أميركا وعندما عادت إلى الإمارات بقيت في الحجر 14 يوماً، بعدها داومت في المستشفى بقيت أكثر من شهرين بعيدة عن أهلي.

خبرة
بدأت مسيرتها المهنية في قطاع الرعاية الصحية بالعمل عام 2005، وقد دفعها اهتمامها القوي بمجال الصحة العامة إلى الحصول على درجة الماجستير في الصحة العامة والقيادة من معهد بلومبرج للصحة العامة بجامعة جون هوبكنز في الولايات المتحدة الأميركية، وفي 2012، أثناء عملها في قسم الصحة العامة في مستشفى زايد العسكري، عملت الجابر على إنشاء وتنفيذ العديد من برامج التثقيف الصحي، وتنفيذ الحملات الصحية المتزامنة مع المناسبات الصحية المحلية والعالمية إلى جانب رفع مستوى الوعي العام بموضوعات صحية مختارة، بالإضافة إلى ذلك، انتدبت الدكتورة مي لمدة عام في أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية كمديرة مشروع للعمليات التشغيلية اليومية، وفي 2013 انضمت إلى مستشفى هيلث بوينت كنائب للمدير الطبي وأخصائي طب الصحة العامة.

مواكبة
مدفوعة برغبتها الشخصية وبتشجيع من أهلها دخلت الجابر مجال الطب، لجعل هذه المهنة النبيلة في خدمة المرأة، مؤكدة أن أغلب النساء في الإمارات يرغبن في التعامل مع طبيبة امرأة، حيث يشعرن براحة أكبر، مما جعلها تهتم بصحة المرأة ورياضتها أيضاً، مؤكدة أن طريق الدراسة، لم يكن سهلاً، حيث بذلت الكثير من الجهد، وتجاوزت العديد من التحديات لتصل إلى ما وصلت إليه، مؤمنة أن حب ما يقوم به أي شخص، من العناصر التي تجعله ينجح في مساره المهني، لافتة إلى أن مجال الطب، مليء بالتحديات، أولها ضرورة إلمامه بالجديد والمشاركة في المؤتمرات ليطور نفسه ويواكب أحدث الاكتشافات العلمية ، موضحة أن دراسة الطب رغبة رافقتها منذ الطفولة، غذاها تشجيع الأهل والشعور بأهمية مساعدة الآخرين.

خدمة الرياضة
لطالما فكرت الجابر في خدمة المرأة وتحسين مستوى صحتها وتشجيعها على ممارسة الرياضة، في أجواء مناسبة ضمن العادات والتقاليد، وهي اليوم عضو في أكثر من منظمة وهيئة رياضية، مؤكدة أن تواجدها في هذه الهيئات يشعرها بمسؤولية كبيرة في تشجيع الرياضة النسائية في الإمارات.

خدمة المجتمع
تُسخّر الجابر خبراتها لخدمة الطب والمجتمع، مؤمنة أنه كلما كانت المرأة تتمتع بصحة جيدة، تكون قادرة على خدمة أسرتها وأطفالها، مما ينعكس على صحة وسلامة المجتمع، ما جعلها تطلق العديد من المبادرات وتشارك فيها مثل الشراكة مع القافلة الوردية، للتوعية بسرطان الثدي، أولى المبادرات، حيث قالت: «باعتبارنا الشريك الصحي للقافلة الوردية، تم تخصيص برامج توعية واستشارات طبية وفحوص خاصة بمرض سرطان الثدي، بالإضافة إلى التوعية بسرطان عنق الرحم ومشكلات شائعة أخرى مثل السمنة، ومرض السكري».

طموح
على المستوى الشخصي، تتطلع مي الجابر أن تكون مشاركاً استراتيجياً في تطوير نظام الصحة في الإمارات، وأن يكون لها دور قيادي في مختلف المجالات المتعلقة بصحة المرأة ورياضتها، لنكون قادرين على مواجهة التحديات الرياضة التي تناسب مجتمعنا، نطمح بأن يكون لنا تمثيل قوي من الفتيات في مختلف الرياضات ضمن الأولمبياد.