تامر عبد الحميد (أبوظبي)

جسدت الفنانة هدى حسين خلال مشوارها الفني الطويل والحافل، العديد من الشخصيات التي حفرت من اسمها نجمة في سماء الدراما الخليجية، حيث لعبت دور المرأة العجوز في «عيون الحب»، ودور المربية الحازمة في «أميمة في دار الأيتام»، والمرأة الرومانسية والطيبة في «فضة قلبها أبيض»، والمرأة الغامضة في «الدخيلة»، والحالمة في «علمني كيف أنساك»، وحققت من خلال الأدوار التي قدمتها نجاحاً لافتاً، إلا أن دخلت في رمضان 2011 مرحلة تحد جديدة ومغايرة، جعلتها تتربع على عرش التميز والتفرد، وتحقق معادلة التنويع في الاختيار من خلال دور المطربة «هدى» في مسلسل «الملكة».

أرادت هدى حسين من خلال العمل تناول قضية الفنانة ومعاناتها، لذا فهي مثلت كل الفنانين والفنانات في المسلسل الذي كشف الكثير من الخفايا والحقائق التي لا يعرفها الجمهور عن هذا العالم، لذا فهي جسدت الدور ببراعة وكأنها مطربة حقيقية، وجعلت من العمل درامياً استعراضياً غنائياً، لا سيما أنها قدمت عدداً من الأغنيات خلال أحداثه، وظهرت في شخصية «هدى» بشكل إنساني صرف، ومرأة العاطفية تخشى على مكانتها الفنية وما تواجهه من نظرة مجتمعية غاضبة تجاه الفنان.
ناقش «الملكة» الذي شارك في بطولته مريم الصالح ومحمد جابر وانتصار الشراح وباسم عبد الأمير، وتأليف فهد العليوة وإخراج خالد الرفاعي، الحياة الاجتماعية الخاصة لممتهني الفن، من خلال «هدى» واحدة من ألمع نجمات الخليج والوطن العربي، ولُقبت بـ«الملكة» من قبل الجمهور والصحافة، خصوصاً بعد واجهت العديد من الصعوبات خلال بدايتها، ونجحت في تحقيق رحلة صعود من البدايات إلى القمة وعالم الشهرة.

فجرت هدى حسين من خلال دور «الملكة» طاقاتها التمثيلية والإبداعية في شخصية «هدى»، خصوصاً أنها كانت تحمل مزيداً من الأحاسيس والتناقضات العاطفية، والسلوك المختلف خصوصاً مع ما تراه في حياتها الفنية من صعوبات وعلاقاتها مع المجتمع والمحيطين بها، وتأثرها بالشهرة بشكل سلبي وايجابي، محاولة إثبات نفسها وموهبتها ومحاولة والدتها تشجيعها على التقدم للأمام وعلاقتها بشقيقتها التي تعاني من زوجها ومعاناتها معه، وعلاقتها مع أخواتها.