نسرين درزي (أبوظبي)
يتباهى الدكتور سيف راشد الجابري رئيس اتحاد الأكاديميين والعلماء العرب، بأبنائه الـ12 الذين سطّروا نجاحات مبهرة على المستوى العلمي، محققاً من خلالهم عهداً قطعه على نفسه بتأسيس أسرة شعارها التميّز في ميادين المعرفة. وبإصراره على لعب دور الأب القدوة ومساندة الصغير حتى يكبر، كان له ما أراد، محتفياً عاماً بعد عام بشهادات بناته وأولاده وبجوائزهم التي يكاد لا يحصيها.
بالاطلاع على مسيرة الدكتور سيف الجابري الأكاديمية والمهنية، وعمله الاجتماعي المتواصل منذ أكثر من 40 عاماً، يتضح السر في تمكّنه من صناعة نجاح أسرته خطوة بخطوة. شغفه في العلوم لم يتوقف عند حد، وما يزال حتى اليوم يسعى إلى تطوير مهاراته بما يتناسب مع مستلزمات العصر واستخدامات التكنولوجيا الرقمية، وهو أستاذ محاضر في الثقافة والمجتمع بالجامعة الكندية في دبي. ومكتبة بيته، تعج أرففها بشهادات وميداليات يتشاركها مع أفراد أسرته، ويعددها مفاخراً بكل محطة قطعها خلال سنوات دراسته التي تزامنت مع إشرافه على تخريج أبنائه في مختلف مراحلهم التعليمية.
شغف العلم
يروي الجابري حكايته مع النجاح وشغفه بدعم أبنائه بكل ما أُوتي من قدرة على النصح والإرشاد، قائلاً: أنا أحد أبناء دولة الإمارات الذين عاشوا فترة من مشقة الحياة قبل قيام الاتحاد. عندما توفي والدي كنت في الخامسة من عمري، فاعتنت بي أمي على أفضل نحو، وتفانت في تعليمي مع باقي إخواني، وكانت لي الصورة الأسمى التي التمست منها شغف العلم وسرت على إرشاداتها ولم أضل الطريق.. وهذا ما اتبعته مع أبنائي الذين كبروا على رؤيتي أنهل من الكتب وأتطلع إلى المزيد من علوم الحياة.
تحقيق الحلم
يتابع: على الرغم من الصعوبات التي رافقت أسرتي في ذلك الزمن، دخلت المدرسة وكنت أعمل في الوقت نفسه ضمن «قوة دفاع دبي»، قبل قيام الاتحاد. وبعد زواجي عام 1979، أدركت أن تأسيس أسرة يجب ألا يمنعني من تحقيق الحلم، وكان التاريخ الفاصل في حياتي عندما تخرجت بشهادة بكالوريوس في الآداب من جامعة الإمارات عام 1988.. وعندها بدأت مسيرة التطور المهني لدى الجابري، حيث تنقّل بين أكثر من محفل وطني، كواعظ في القوات المسلحة، ومن ثم عمل في دائرة الشؤون الإسلامية، حتى قرّر في سنوات لاحقة متابعة الدراسات العليا وإنهاء الدكتوراه في أصول الدين من جامعة أم درمان بالسودان مع مرتبة الشرف عام 2001.
رسالة إلى الآباء
مع كل مهامه المجتمعية ومحطاته المهنية الحافلة، لم يهمل سيف الجابري أفراد أسرته، فقد أحسن توجيههم التربوي نحو التميز، مما كان له الأثر الكبير في اندفاعهم لخدمة الوطن. ويوجّه رسالة إلى أولياء الأمور، مفادها أن يركّزوا على مهارات أبنائهم وأن يعملوا على تعزيزها، وألا ينشغلوا في تلبية رغباتهم وحسب. إذ إن اللين الزائد يؤذي الأبناء ويجعلهم إتكاليين وعبئاً على من حولهم. ويرى أن التربية مسؤولية يجب أن تنصب على توفير احتياجات الأبناء وليس على طلباتهم، إلا بما يتماشى مع مصلحتهم حتى يكبروا على القيم ويتركوا بصمة في الحياة.
الأخ القدوة
محمد سيف الجابري قدوة إخوانه، وهذا أهم ما حققه حتى الآن:
* «نوط» الخدمة الممتازة ووسام الخدمة المخلصة.
* شهادة تقدير من الطبقة الأولى للتفوق الملحوظ في العمل وخدمة الوطن.
* حائز درجة الماجستير في العلوم السياسية عن الشؤون الأفريقية.
* نال تكريماً وطنياً عن اختياره لموضوع رسالة الماجستير، وهي اللفتة العلمية الأولى في هذا الشأن بدولة الإمارات.
ألوان المعرفة
بعد الدكتوراه ارتفعت وتيرة الطموحات لدى سيف الجابري، نحو خدمة الوطن في المحافل المحلية والدولية. انضم كعضو خبير في مجمّع الفقه الإسلامي بجدة، ومثّل الدولة كأستاذ زائر في عدد من الجامعات العربية، ولم يهمل الأنشطة المجتمعية التي جعلته يتبادل ألوان المعرفة أينما حل.
50 كتاباً
ألّف سيف الجابري أكثر من 50 كتاباً، وشارك في عشرات الحلقات العلمية والمحاضرات الهادفة. ومع تقاعده من الوظيفة، لم يتخلّ عن خدمة الوطن في الداخل والخارج، وهو اليوم رئيس مجلس اتحاد الأكاديميين العلماء العرب التابع للوحدة الاقتصادية في جامعة الدول العربية.
شهادات
ويشير الجابري إلى دور الأم في حياة أبنائه الـ12، لافتاً إلى أنهم جميعاً تميزوا في عدة مجالات ونالوا باقة من شهادات التقدير من أهم الجهات الحكومية، منهم من تخرّج ومنهم من ما يزال على مقاعد الدراسة.. 4 من بناته أنهين الدراسة الجامعية، وهن متزوجات وينقلن رسالة العلم نفسها إلى أحفاده.
ابنه محمد يستعد لمناقشة الدكتوراه في العلاقات الخليجية الأفريقية، وحائز «نوط» الخدمة الممتازة ووسام الخدمة المخلصة.
راشد ضابط بالدفاع المدني، ولديه شغف كبير في الخدمة المجتمعية مع عدة شهادات تقدير.
حمد تخرج في إدارة عامة من جامعة الشارقة، وهو موظف متميز في عمله بشركة خاصة.
حميد سنة أولى تأسيسية في جامعة ويلز بلندن، وينوي دراسة الهندسة النووية.
موزة موظفة في شرطة دبي، قسم التفتيش بالمطار، وهي حاصدة الشهادات ولها بصمات مهنية كثيرة، حازت عليها باقة من التكريمات.
سلطان ما يزال في المرحلة الإعدادية، حاز شهادة شكر وتقدير عن مشاركته في شهر القراءة.
أما هادف وعلياء، فما يزالان في المرحلة الابتدائية، ويسيران على نهج إخوانهم في التربية والتعليم.