تامر عبد الحميد (أبوظبي)

بعد أن اعتاد المشاهدون على متابعته في رمضان كل عام، من خلال مواسم مسلسل «حاير طاير» الخمسة، ذات الحلقات المنفصلة المتصلة، فاجئ الفنان جابر نغموش جمهوره عام 2008، بتقديمه مسلسل «حظ يا نصيب» الذي يعد علامة فارقة في تاريخ نغموش الفني في عالم الكوميديا، مجسداً من خلاله شخصية «نصيب» في إطار تراثي كوميدي في فترة الخمسينيات من القرن الماضي، وهو يحاول أن يحصل على إرثه من عمته.
تدور أحداث مسلسل «حظ يا نصيب»، الذي شارك في بطولته أحمد الجسمي ومرعي الحليان وحبيب غلوم ومريم سلطان ورزيقة الطارش وسلطان النيادي وأحمد الأنصاري، وهو من تأليف جمال سالم وإخراج عارف الطويل، وصور في مدينة العين، حول «نصيب» الذي تقوم عليه حبكة العمل الأساسية، حيث تنشأ الكثير من المواقف الطريفة والمقالب المضحكة بين «نصيب» وشخوص العمل وهو يحاول الحصول على حقه، إذ يأتي إلى قرية ليبحث عن بيت ورثه من عمته، ولكن يتقابل مع شخصية «خماس» التي أداها أحمد الجسمي و«سعيد» الذي جسده أحمد الأنصاري، الذين يخفون عنه أنهم تصرفوا بهذا الورث، وتبدأ المفارقات والمقالب بينهم حتى يكتشف «نصيب» أنهم باعوا البيت، ويبدأ بالترصد لهم حتى ينجح في النهاية بالانتقام والنيل منهم.

ورغم أنه عمل كوميدي بامتياز، إلا أنه يمضي بتعريف المشاهد على بعض تفاصيل تلك المرحلة، وتقديم تصور فني وفكري عن الآلية التي كان الناس يعيشون فيها، وبالتالي كانت اللعبة الكوميدية هنا قائمة على الألفاظ والمواقف والإفيهات التي قدمها نغموش بأدائه التمثيلي العفوي والتلقائي، ما جعل العمل يمضي في اتجاهات جديدة على صعيد الكوميديا التي تعتمد على الزمان والمكان بالدرجة الأولى.
واعتمد نغموش في تقمص دور «نصيب» أسلوباً تمثيلياً جديداً غنياً بالمواقف الطريفة، واستطاع من خلال هذه الشخصية أن يستعرض حكايات تنتمي للمرحلة العتيقة في تاريخ الإمارات الحديث، حيث كانت البساطة هي عنوان تلك المرحلة وكان الحب والإحساس بالآخر هو الميزة التي تجعل من الكل عائلة واحدة.
«نصيب» بمواقفه الكوميدية العفوية، وطريقة مطالبته بحقه وإرثه، قدم نموذجاً راقياً للكوميديا، وجسد نغموش هذه الشخصية برؤية مغايرة وأداء مختلف عن أعماله السابقة، إذ سعى من خلالها إلى التغيير والتنويع في طبيعة أدواره الكوميدية.