أحمد مراد (القاهرة)
قبل أيام قليلة ودع قصر باكنغهام العريق الأمير فيليب، زوج ملكة بريطانيا، إليزابيث الثانية، بعد حياة زوجية دامت 73 عاماً، وصفت بأنها أطول حياة زوجية لملكات بريطانيا، وظل طوالها داعماً للملكة في السر والعلن.
ويعتبر القصر الأثري المقر الرسمي لملوك وملكات بريطانيا على مدى ما يقرب من 200 عام، ويحوي بين جدرانه العديد من الكنوز والتحف الملكية، فضلاً عن كونه شاهد عيان على أحداث ومحطات تاريخية مهمة وعظيمة.
21 ألف جنيه إسترلينيً
بُني قصر باكنغهام، الواقع في منطقة ويست مينستر في لندن، خلال عام 1705 ميلادي، وكان يملكه وقتها جون شيفلد، دوق باكنغهام في ذلك الوقت، وفي عام 1762 ميلادي، اشتراه ملك بريطانيا، جورج الثالث، بمبلغ 21 ألف جنيه إسترليني، ليكون منزلاً لزوجته، الملكة شارلوت، وحينها عُرف في الأوساط البريطانية بـ «بيت الملكة»، وقد ولد فيه أربعة عشر من أبناء الملك جورج الثالث البالغ عددهم خمسة عشر.
وفي عام 1820 ميلادي أمر ملك بريطانيا، جورج الرابع، بتحويل هذا المنزل إلى قصر، وأدخل عليه بعض التعديلات الهندسية والمعمارية على يد المهندس المعماري، جون ناش، وتمت إعادة تصميم الحدائق والمدخل.
ومنذ عام 1837 ميلادي أصبح القصر المقر الرسمي للعائلة الملكية في بريطانيا، وكانت الملكة فيكتوريا أول من اتخذ هذا القصر مقراً للحكم، وذلك بعد 3 أسابيع من اعتلائها العرش، ومن وقتها بات يُعرف بالقصر الملكي البريطاني.
وفي عام 1847 ميلادي تمت توسعة واجهة القصر، وفي العام 1913 ميلادي أُعيد تصميم واجهة القصر على يد السير أستون ويب لتكون خلفية للتمثال التذكاري للملكة فيكتوريا.
سلم مزين بلوحات
يوجد داخل قصر باكنغهام سلم كبير يُستخدم للوصول إلى الغرف الرئيسية في القصر، وهو من روائع محتويات القصر، حيث تتزين جدرانه بلوحات كبيرة لأفراد من عائلة الملكة فيكتوريا، ومنهم أجدادها ووالداها وعمها.
رواق الصور
يضم قصر باكنغهام رواقا يُستخدم معرضاً للصور يمتد على طول 47 متراً، ويحتوي على العديد من الأعمال الفنية التي تشملها المجموعة الملكية مثل أعمال أنتوني فان دايك، وروبنس، ورامبرانت، مع العلم أن هذه الأعمال الفنية تتغير بشكل منتظم، نظراً لمشاركتها في معارض خارجية في شتى دول العالم.
ويرتبط رواق الصور بتلقي الأوسمة والجوائز، حيث ينتظر فيه المكرمون من مختلف الأوساط العلمية والسياسية، حتى يحين وقت تكريمهم في قاعة الاحتفالات.
الغرفة البيضاء
توصف غرفة الاستقبال البيضاء داخل قصر باكنغهام بـ «تحفة فنية» رائعة، وهي واحدة من أروع وأجمل غرف القصر الملكي، وتضم بيانو أثرياً تم إحضاره إلى القصر خلال عهد الملكة فيكتوريا. كما تضم لوحة للملكة ألكساندرا معلقة فوق الموقد، وفي هذه الغرفة تجتمع العائلة الملكية قبل الزيارات الرسمية والمناسبات الخاصة.
775 غرفة
يتكون قصر باكنغهام من 5 طوابق أساسية، ويضم 775 غرفة، منها 19 غرفة مخصصة للمكاتب الحكومية، و52 غرفة نوم ضيوف ملكية، و188 غرفة نوم للموظفين العاملين في القصر، و92 مكتباً و78 حماماً.
ويذكر أنه يُتاح للزوار الوصول فقط إلى الـ 19 غرفة المخصصة للمكاتب الحكومية، وذلك خلال جولات الزيارة التي تُنظم للجمهور في الفترة ما بين شهري يوليو وسبتمبر من كل عام، بالإضافة إلى زيارة حدائق القصر والإسطبلات الملكية. ويبلغ طول القصر 24 متراً، ويصل عمقه إلى 120 متراً، بينما يصل عرض واجهة القصر الأمامية إلى 108 أمتار.
قاعة الاحتفالات
تعد قاعة الاحتفالات أكبر الغرف الـ 19 الرئيسية في قصر باكنغهام، وهي الغرف المخصصة للمكاتب الحكومية وإدارة شؤون الدولة، ويعود تاريخ غرفة الاحتفالات إلى العام 1855ميلادي، وتقام فيها الولائم الرسمية وحفلات التتويج، وتضم مساحة مخصصة للموسيقيين وقوساً تزينه التماثيل.
غرفة العرش
تعد غرفة العرش إحدى أبرز محتويات وغرف قصر باكنغهام، وهي تضم كرسيين، يطلق عليهما اسم «كرسيي التتويج»، وفي العام 1953 استخدمت هذه الغرفة في يوم تتويج ملكة بريطانيا الحالية، إليزابث الثانية، وتضم الغرفة قوساً وقبة من تصميم المهندس المعماري جون ناش. كما تضم هذه الغرفة كرسيي عرش الملكة فيكتوريا، وكرسيَي عرش الملك جورج السادس.
معرض مجوهرات
يضم قصر باكنغهام معرضاً ملكياً مخصصاً لحفظ مجموعة من المقتنيات والمجوهرات الملكية، منها مجموعة واسعة من الأعمال الفنية العالمية والكنوز الثمينة، ويعرض أروع وأجمل الأعمال الفنية، بما في ذلك لوحات لفنانين عالميين مثل، دوتشيو، ودور. كما يعرض قطع الأثاث النادرة والأعمال الفنية المنحوتة.
شرفة ملكية
منذ أن اتخذته الملكة فيكتوريا مقراً للحكم في عام 1837، اشتهر قصر باكنغهام بما يُعرف بـ «الشرفة الملكية» التي تقع في الجهة الشرقية من القصر، وفي هذه الشرفة يجتمع أفراد العائلة الملكية للاحتفال بالمناسبات المختلفة مثل عيد ميلاد الملكة الرسمي خلال المهرجان السنوي لفصل الربيع، وحفلات الزفاف الملكية.
عرض الحرس الملكي
يعد عرض تبديل الحرس الملكي أحد أبرز الأنشطة اليومية التي يشهدها قصر باكنجهام، ويحرص الآلاف من الزوار على مشاهدته أثناء زيارة القصر، ويتم هذا العرض المدهش في تمام الساعة 11 صباحاً، عندما تستلم فرقة الحرس بزيها الموحد الزاهي وقبعات الفرو الفاخرة مهامها من الفرقة السابقة على وقع أنغام الموسيقى، وقد أنشئ الفناء الحالي للقصر الذي يتم فيه تبديل الحرس الملكي خلال العام 1911، وكان جزءاً من مشروع النصب التذكاري للملكة فيكتوريا.
بحيرة صناعية
يحتوي قصر باكنغهام على أكبر حديقة خاصة في بريطانيا، فضلاً عن بحيرة صناعية يتم تحويل الماء إليها من بحيرة سيربنتين. كما توجد إسطبلات للخيول الإنجليزية الخاصة بالملكة، وأيضاً عدد كبير من العربات الذهبية التي تجرها الخيول تُستخدم في الزواج الملكي والاحتفالات الملكية.
50 ألف زائر سنوياًً
يستقبل قصر باكنغهام ما يقرب من 50 ألف زائر سنوياً، منهم عدد كبير من ضيوف الملكة في مختلف المناسبات، أبرزها حفل استقبال الدبلوماسيين الذي يقام في شهر ديسمبر من كل عام، ويحضره أكثر من 1500 شخص قادمين من 130 دولة حول العالم. كما تستقبل الملكة عدداً كبيراً من الزوار غير الرسميين إلى جانب الأساقفة وضباط الجيش، وغيرهم.