في دراسة حديثة أُجريت على 300 طفل مصاب بـ «كوفيد- 19» في الإمارات، وجد الباحثون أنه نادراً ما يعاني الأطفال من أعراض حادة، وأن الأعراض التي ظهرت على الأطفال المصابين بالربو لم تكن أسوأ من الأطفال الآخرين المصابين بـ «كوفيد- 19» وغير المصابين بالربو.

وتأتي نتائج الدراسة التي استمرت على مدى ثلاثة أشهر للأطفال في أبوظبي والعين، والذين تتراوح أعمارهم بين بضعة أيام إلى 16 عاماً، حيث أظهرت النتائج أن غالبية الأطفال كانوا، إما من دون أعراض، أو لديهم أعراض خفيفة، بغض النظر عما إذا كانوا يعانون من الربو أم لا.

وأشارت الدراسة إلى أن 130 طفلاً من إجمالي الأطفال الذين تمت عليهم الدراسة، قد عانوا من السعال بنسبة 45%، بينما 93% عانى من التهاب الحلق، و32% من حمى منخفضة الدرجة، كما أظهرت الدراسة بأن 28 طفلاً، أي ما نسبته 9.7% أصيبوا بالتهاب في الرئتين، ولم يصب أي منهم بمشاكل حادة في التنفس تطلبت دخولهم وحدة العناية المركزة.

وقال الدكتور أحمد علي الغودي، استشاري طب الأطفال في مدينة الشيخ خليفة الطبية والباحث الرئيسي في الدراسة: «تعتبر المعلومات المستخلصة من هذه الدراسة مُطمئنة بالنسبة لموضوع الأطفال المصابين بالربو، خاصة عند عودتهم إلى مقاعد الدارسة، في ظل تواجد العديد من المخاوف التي ظهرت في بداية انتشار الوباء منذ أكثر من عام حول أن الأطفال معرضون أكثر لخطر الإصابة بمضاعفات الفيروس، لا سيما المصابين منهم بالربو».

وأضاف: «في بداية الوباء، اعتقدنا أن الأطفال سيكونون أكثر تأثراً بـ «كوفيد- 19» من البالغين، ومنذ ذلك الحين ثبت أن هذا الاعتقاد خاطئ، ومن بين جميع الحالات، لاحظنا أن ثلاثة أطفال فقط احتاجوا إلى جهاز التنفس الاصطناعي».

وتابع: «ومن ضمن الاعتقادات الأخرى المتعلقة بانتشار الوباء، هو أن الأطفال المصابين بأمراض مصاحبة سيكونون أكثر تضرراً، كما اعتقدنا على وجه الخصوص أن الأطفال المصابين بالربو سيكونون أكثر عرضة للإصابة بـ «كوفيد- 19» من غيرهم، وسيعانون من المضاعفات إذا ما أصيبوا به، وبالرغم من ذلك، أظهرت نتائج الدراسة أن الأطفال المصابين بالربو ليسوا في خطر كبير في حالة إصابتهم بـ «كوفيد- 19» ولا وجود لتزايد فرصة الإصابة لديهم، أي لا وجود لأعراض أكثر حدة من أي طفل آخر».

وأوضح أن غالبية مرضى «كوفيد- 19» من الأطفال يعانون من حمى منخفضة وسعال خفيف وسيلان في الأنف، كما هو الحال في معظم نزلات البرد، وأن الذين احتاجوا إلى دخول المستشفى كانت مدة إقامتهم من يومين إلى ستة أيام، حيث تعتبر مدة إقامتهم قصيرة نسبياً.

ولفت الباحث إلى أن من بين مجموعة الأطفال المصابين بـ «كوفيد- 19»، كان هنالك 37 طفلاً مصابين بالربو وثلاثة منهم فقط ظهرت عليهم أعراض الربو بأكثر حدة، وأكد أنه لم يعان أي طفل من متلازمة الجهاز التنفسي الحادة، كما هو الحال لدى البالغين، وينتهي به الأمر في وحدة العناية المركزة، مشيراً إلى أن الأمر مختلف تماماً عند الأطفال، وأن هناك بعض الفرضيات حول سبب عدم إصابتهم بمضاعفات المرض مثل الاعتقاد بأن الجهاز المناعي للأطفال يتعامل مع الفيروس بشكل أفضل من البالغين، كما أن نزلات البرد والإنفلونزا التي يمر بها الطفل تجعله محصناً ضد الفيروس، بسبب الإصابة المتكررة بها، لذلك فإن الجهاز التنفسي لدى الأطفال مليء بالفيروسات أو البكتيريا بسبب نزلات البرد، والتي تحارب «كوفيد- 19» ولا تعطيه فرصة للبقاء بالمسار التنفسي.