خولة علي (دبي)

بكل تحد وإرادة تؤدي أمل محمد عملها اليومي مسعفة، للتصدي لوباء «كوفيد- 19».  من خلال تواصلها المباشر مع المرضى، وتلقيهم الإسعافات الأولية، ونقلهم إلى المستشفى.. هذه الرحلة اليومية تقوم بها المسعفة أمل، في سبيل دحر هذا الوباء، وحماية المجتمع منه، والحد من انتشاره، فهي أحد أبطال خط الدفاع الأول، الذين يواصلون جهودهم ودورهم، تجاه وطنهم. وبشجاعة وهدوء أعصاب وسرعة البديهة تتابع أمل على مختلف الحالات التي تستدعي تدخلها كمسعفه، على الرغم من المشاهد المؤلمة التي تمر عليها من جراء الحوادث وغيرها، والتي قد تؤثر عليها نفسياً، إلا أنها لا تملك سوى أن تتماسك وتسيطر على الموقف في سبيل إنقاذ الحالات.

مضاعفات
والحديث لأمل محمد فني طب طارئ متقدم من مؤسسة دبي للإسعاف: تكمن مسؤوليتنا كمسعفين المحافظة على حياة المصابين في الحوادث والطوارئ، ومنع حدوث مضاعفات للإصابة، وتخفيف الآلام الناتجة عن الحوادث وغيرها من الحالات المرضية، فنحن دائماً متواجدون في قلب الحدث، وذلك ما يمليه علينا واجبنا ومهامنا الوظيفية.  وأشارت إلى أن الوضع الحالي الذي يشهده العالم جراء جائحة كورنا، ولّد حالة من الاستنفار في أوساط الطاقم والفريق الطبي، وذلك لتضيق الخناق على هذا الوباء، والحد من انتشاره، الأمر الذي تطلب مزيداً من الجهد وساعات العمل الطويلة، لتجاوز هذه المحنة، وقد زاد عدد البلاغات بشكل كبير في هذه الأزمة، نظير تخوف الناس وزيادة حالات كورونا، فكنت أتلقى ثمانية بلاغات يومياً، ما أثر ذلك على وقت الراحة ووقتنا مع العائلة. 

بلاغات
وأضافت: مما لا شك فيه أن هذه الجائحة سببت لنا الكثير من الضغوط النفسية والجهد الجسدي، بالإضافة إلى اللبس الوقائي من كورونا متعب جداً، وفي بعض البلاغات كنا نبقى فيها أكثر من 4 ساعات حتى يتم التنسيق والتسكين في مستشفى، ونطمئن على المريض، فبقدر الجهد والتعب الذي نقوم به ولكن إنقاذ الحالات المرضية يشكل لنا سعادة حقيقية عندما نسهم في إنقاذ حياة إنسان. ومن أصعب الأمور التي واجهتنا، خلال هذه الجائحة، عندما نلبي أحد البلاغات يكون فيها شخص واحد مصاب بكورونا من العائلة، ويكون السبب في ذلك عدم اتباع الاحترازات الوقائية، وبعد فترة يأتينا بلاغ من العائلة نفسها، وقد انتشر الوباء فيما بينهم.

صعوبة العمل
لفتت أمل محمد إلى أن العمل في شهر رمضان شاق جداً، خاصة في فصل الصيف، حيث تشعر بعطش شديد، وإنهاك جسدي، لكن دعوات الناس والكلمة الطيبة تمدها بطاقة إيجابية عجيبة، وتنسى عندها التعب وتركز في مساعدة الناس على اختلاف الحالات والوصول في أسرع وقت ممكن، موضحة أن شهر رمضان، لا يحلو إلا بتمضيته مع الأسرة وتناول الإفطار على مائدة واحدة، لكن عملها يملي عليها أن لا تتواجد معهم في هذا الوقت، نظراً لكثرة البلاغات التي يجب التعامل معها، لذا تشتاق كثيراً للجلوس مع العائلة، وأن تكون بينهم في هذا الشهر، ولكن في الوقت نفسه، يشجعونها لأنها بطلتهم ودائماً ما يشيرون إليها بلفظة «our hero»، رغم أنها تحاول أن تبتعد عنهم قدر الإمكان حتى لا تنقل لهم العدوى.

الحذر التام
قدمت أمل محمد نصيحة لأفراد المجتمع قالت فيها: من الضروري جداً أن يعي الفرد مسؤوليته ودوره، فنحن نواجه خطراً يهدد حياة الناس، فحفاظاً على أسركم ومجتمعكم، لابد من أخذ الحيطة والحذر التام، حتى إذا كنتم على يقين أن من حولهم غير مصابين بالفيروس، فهناك الكثير من الحالات لا تشكو ولا تشعر بمرضها، ولكنها حاملة للفيروس مما قد يتنقل بسرعة لمن يعانون من ضعف في المناعة، خصوصاً من كبار السن، فحماية وصوناً لهم الالتزام التام بالإجراءات الاحترازية، حتى ينجلي هذا البلاء.