تامر عبد الحميد (أبوظبي)
جسدت الفنانة القديرة سعاد عبدالله شخصية «رقية» في مسلسل «رقية وسبيكة» الذي عرض عام 1986، بعفوية وانسجام كبيرين، واعتبر دورها في ذلك الوقت نقلة نوعية في الكوميديا الكويتية والخليجية بشكل عام، خصوصاً أن المواقف الطريفة التي أدتها أمام الشاشة مع أبطال العمل لا تزال خالدة في ذاكرة المشاهد حتى وقتنا هذا، إذ دارت أحداثه حول الشقيقتين «رقية» و«سبيكة» التي لعبتها حياة الفهد، اللتين تعملان في سوق الحريم، وتتلقيان إعانة من وزارة الشؤون الاجتماعية، وتلتقيان هناك بالصدفة بذياب الذي جسده «غانم الصالح» الذي يقع في حب «سبيكة» ويتزوجها، وبعدها يعرض منزل كل من «رقية»، و«سبيكة» للبيع، والذي قدر بقيمة مليون دينار، وفجأة أصبحتا من أغنياء القوم وانتقلتا للعيش في بيت جديد، وقامتا بتأسيس شركة للاستيراد والتصدير، لكن مع مرور الأحداث تتعرض الأختان لعمليات نصب واحتيال متكررة، مما يعود بهما إلى بداية الطريق بعد إفلاسهما.
«رقية وسبيكة» الذي ألفه مبارك الحشاش، وتولى إخراجه فيصل الضاحي، ولعب بطولته الثنائي سعاد عبدالله وحياة الفهد، برفقة الممثلين غانم الصالح وأسمهان توفيق وعلي المفيدي، وكاظم القلاف، وعبد الإمام عبدالله وعلي هادي حسين، هو المسلسل الكوميدي الأشهر في فترة الثمانينيات، والذي جذب الملايين، وانتشر بشكل لافت خليجياً من خلال طابعه المتميز والذي حاكى الحياة البسيطة آنذاك، ما جعله يترك بصمة مميزة في كل بيوت متابعيه، كما تحولت كثير من مشاهده ومصطلحاته التي قدمتها كل من سعاد عبدالله وحياة الفهد في دوري «رقية وسبيكة» إلى ممارسات شبه يومية أدخلت إيقاعاً مختلفاً على المجتمع الخليجي والعربي.
حمل دور «رقية» بالنسبة لسعاد عبدالله تحدياً من نوع خاص، لاسيما أنه عمل كوميدي من بطولة نسائية، فتحملت المسؤولية، وتقمصت الشخصية بعناية ودقة كبيرتين، وكانت أغلب المشاهد التي جمعتها مع الفهد يغلب عليها عنصر الكوميديا الواقعية، من «إفيهات» وحركات جسدية وحوارات في إطار ساخر ومفارقات مضحكة، مما جعل هذا العمل يخلد في صفحات تاريخ الدراما التلفزيونية الكويتية.