لكبيرة التونسي (أبوظبي)

رغم أن بثينة سعيد لا تقدم الرعاية المباشرة للمرضى، إلا أنها تعمل في مجال تحليل البيانات المتعلقة بالرعاية الصحية، بمستشفى «كليفلاند كلينيك أبوظبي»، الأمر الذي يتطلب عملها محللة بيانات التعامل مع أنواع عدة من البيانات الضخمة لتحليل مؤشرات الأداء المتعلقة بجودة الرعاية الطبية والعمليات المساندة، حيث تؤكد أن قطاعنا الصحي تحدى «الجائحة». وقالت إن تحليل البيانات يُعد الخطوة الأولى لتصميم الحلول والتطوير المستمر للخدمات المقدمة بعد دراسة الأنماط والاتجاهات والعوامل المسببة للنمط، هذه التحليلات والدراسات تقدم صورة واضحة عن طبيعة التحدي، في ظل تداعيات «كورونا»، وضرورة تنفيذ الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار الفيروس.

العلوم الطبية
وقالت: لقد مثلت الجائحة تحديا كبيراً للقطاع الصحي في العالم أجمع، وفِي كليفلاند كلينيك أبوظبي ومن خلال عملي كمحللة بيانات، فإن ذلك تطلب مني العمل على عدة أنواع من البيانات لتقديم سبل الرعاية الأفضل للمستشفى وفي الوقت نفسه الحفاظ على سلامة العاملين لدينا.. وكان الأصعب بالنسبة لي هو التغيرات المستمرة التي كنا نقوم بها بالتعاون مع مختلف أقسام المستشفى للتمكن من التعامل مع تداعيات الجائحة بطريقة تخدم مسيرة العمل في القطاع الصحي دون توقف أو تأثر. بدأت بثينة سعيد العمل سنة 2018 بعد أن درست العلوم الطبية الحيوية، ونجحت في تجربة بمجال الأبحاث الطبية، ما جعلها تتجه أكثر لمجال المعلوماتية في العلوم الطبية، مؤكدة أن ذلك نابع من شغفها المتنامي بهذا المجال والرغبة في تطوير مهاراتها في المعلوماتية الحيوية لدراسة التفاعل بين الجينوم ونمط الحياة، وكيف ينعكس هذا التأثير على المناعة والاستجابة للأدوية، مما يُعد فرصة أكبر لتطوير علاجات جينية وأدوية أعلى انتقائية وتأثيراً.

صورة دقيقة
 بثينة سعيد الحاصلة على ماجستير علوم طبية حيوية (التجارب السريرية، تطوير وصناعة العقاقير الطبية، علم الجينوم) وبكالوريوس تقنية حيوية من جامعة الشارقة بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى، وحاصلة على منحة وزارة شؤون الرئاسة للطلبة المتميزين لدراسة البكالوريوس ومنحة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لدراسة الماجستير، وحاصلة على الاعتماد في جودة الرعاية الصحية CPHQ من المنظمة الوطنية لجودة الرعاية الطبية في الولايات المتحدة، أكدت أنها تعيش في عصر ترسم فيه البيانات صورة دقيقة للمجتمعات، حيث إن كل ما تقوم به يولد كميات هائلة من البيانات التي تستخدم لبناء الاستنتاجات في مجالات مختلفة. وقالت: بالنسبة لي، فإن تحليل البيانات في مجال الصحة والعمل للتطوير المستمر في الجودة الصحية والحصول على اعتمادات عالمية، يعني رعاية أفضل للمرضى.

طموح 
 تؤمن بثينة سعيد بالتعليم المستمر والتعليم مدى الحياة Lifelong learning، موضحة أنه السبيل الأفضل لصقل الخبرة العملية؛ لذلك فإنها تطمح لتطوير مهاراتها في الذكاء الاصطناعي للاستفادة من البيانات وتصميم الحلول بشكل أعمق، واستخدام هذه المهارات ودراساتها العليا في أبحاث الجينوم، كما تطمح  للحصول على شهادة الدكتوراه في العلوم الحيوية والـPrecision Medicine بشكل أخص للإسهام في تطوير الرعاية الصحية والأبحاث.

خبرة
وبالحديث عن تجربتها قالت، إنها تجد أن عملها في «كليفلاند كلينك أبوظبي» قد ساعدها على تطبيق مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات على صعيد أكبر، وتوظيف معارفها العلمية في نطاق مختلف، حيث عملت في مجال الجودة وسلامة المرضى، عبر تحليل البيانات لمؤشرات الجودة وغيرها، وهي تستعد للحصول على اعتمادي JCI و Magnet، واللذين يعدان من أرفع المعايير لجودة التمريض عالمياً، وكان «كليفلاند كلينيك» من أوائل المستشفيات في المنطقة التي تحصل على هذا الاعتماد، أيضاً خلال عملها في مجال الجودة الصحية، فقد نجحت في الحصول على شــهادة الـCPHQ لاختصاصيي الجودة الصحية، وهو ما تعده خطوة مهمة في مسارها الوظيفي وحافزاً لها لتحقيق المزيد من التميز في هذا المجال.

تضافر الجهود
عن إدارتها لجائحة كورونا «كوفيد 19»، قالت: أعتقد أن «الجائحة» مثلت تحدياً للقطاع الصحي على مختلف الصعد محلياً وعالمياً، وتطلب ذلك تضافر الجهود للحفاظ على سلامة العاملين في مجال الرعاية الصحية وتقديم أفضل عناية للمرضى، وفق المعايير العالمية، وكمحللة بيانات فإن ذلك تطلب مني العمل على أنواع عدة من البيانات الضخمة بشكل دقيق يومي، لتدقيقها والحصول على أفضل جودة، للمساهمة في صنع القرار، وتجديد الأمور اللازمة التي يجب أن تتضمنها الرعاية الصحية للمرضى، بينما نحافظ على سلامة العاملين لديها.

تحديد الأولويات
بالحديث عن كيفية معالجة بعض التحديات التي تواجهها، أوضحت أنها تقوم بتحديد الأولويات التي عليها القيام بها حسب الأهمية لمنع التشتت،  واعتمدت على مهاراتها ومعرفتها في البحث العلمي والتفكير النقدي، حيث تقوم بإجراء الأبحاث لمعرفة الطرق التي قد تمت تجربتها لحل مشكلة ما، بعد القيام بعصف ذهني للحلول الممكن تطبيقها، مؤكدة أن العمل في هذه الظروف الصعبة أكسبها قدراً أكبر من المرونة والتكيف مع الظروف للقيام بالعمل بأعلى دقة ممكنة.

أجواء روحانية
تعتبر بثينة سعيد الشهر الكريم فرصة للتقرب من الله ولصلة الأرحام ضمن أجواء روحانية، لكن أيضاً تجد فيه فرصة لترتيب أولوياتها لما تبقى من العام.