أحمد مراد (القاهرة)

على خطى المليارات من البشر الوافدين إلى منصات ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، يسير القادة والرؤساء نحو الانضمام إلى العالم الافتراضي، ويأتي على رأسهم الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، الذي يعد من أوائل الرؤساء استخداماً لوسائل للتواصل الاجتماعي.

أول سياسي
بدأت علاقة الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، بمواقع التواصل الاجتماعي مبكراً، وبالتحديد في عام 2007، وكان وقتها سيناتوراً فى مجلس الشيوخ عن ولاية إلينوي، ويعد أول سياسي في العالم يوظف موقع التدوينات القصيرة «تويتر» لأغراض سياسية وليس لأغراض التواصل الاجتماعي فحسب، حيث دشن نشاطه على «تويتر» بعد عام واحد فقط من إطلاق الموقع الشهير في 21 مارس من العام 2006.

أول رئيس «تواصل اجتماعي»
طوال فترتي رئاسته للإدارة الأميركية خلال الفترة من 20 يناير 2009، وحتى 20 يناير 2017، حرص أوباما على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل لافت، وكان أول رئيس خُصص له حساب @POTUS (اختصاراً لرئيس الولايات المتحدة الأميركية) على تويتر وفيسبوك، وفي الوقت نفسه أسس البيت الأبيض صفحات خاصة استخدمها أوباما على موقعي إنستغرام وجوجل.
وعلى مدى الثماني سنوات التي قضاها أوباما داخل البيت الأبيض، كتب بنفسه العديد من التدوينات، وتجاوب وتواصل مع عامة الشعب في أميركا وفي أنحاء مختلفة من العالم، ففي العام 2011 أطلق حملة على تويتر عبر وسم هاشتاغ (#اسأل_ أوباما) للتواصل مع العاطلين عن العمل، وبذلك كان أول رئيس يفتح جلسات «سؤال وجواب» مباشرة مع متابعيه على تويتر، فضلاً عن كونه أول رئيس يستخدم خدمة «فيسبوك لايف» التي حاور فيها ملايين المتابعين من داخل المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، وقد أطلق عليه مسمى «أول رئيس تواصل اجتماعي».

20 موظفاً لإدارة الحسابات
في ظل اهتمام باراك أوباما بمواقع التواصل طوال فترتي رئاسته للبيت الأبيض، كان هناك فريق عمل متخصص يتألف من عشرين موظفاً يتولى إدارة حسابات الرئيس الأميركي على تويتر وفيسبوك وإنستغرام ويوتيوب، وكان هذا الفريق يقوم بمهمات عديدة مثل البث المباشر لخطابات أوباما في تويتر، أو نشر صور وفيديوهات على الفيسبوك واليوتيوب.

حساب شخصي
لم يكتف الرئيس الأميركي الأسبق، أوباما، بالحسابات التي أسسها له البيت الأبيض على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي كان موظفون من الإدارة الأميركية يشرفون عليها، وإنما دشن في منتصف عام 2015 حساباً شخصياً على موقع تويتر حتى يديره بنفسه، وأطلق منه أولى تغريداته من دون التنسيق مع الطاقم الخاص الذي يشرف على حسابات الرئيس الأميركي في البيت الأبيض.
وقال أوباما في التغريدة الأولى على حسابه الشخصي: «مرحباً تويتر، أنا باراك، حقيقة بعد ست سنوات، أخيراً أعطي لي حسابي الخاص».

التغريدة الأكثر انتشاراً
في أواخر العام 2012، وبعد فوزه بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات الرئاسية الأميركية، نشر الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، تغريدة على تويتر كتب فيها: «أربع سنوات أخرى»، وأرفق بها صورته مع زوجته ميشيل، واعتبرت هذه التغريدة الأكثر انتشاراً على تويتر، حيث إن المستخدمين أعادوا نشرها أكثر من 810 آلاف مرة في 200 دولة حول العالم.

تغريدات في الأرشيف
مع انتهاء ولايته الرئاسية الثانية في 20 يناير العام 2017، سلم الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، صفحات التواصل الاجتماعي التي استخدمها خلال فترة رئاسته لإدارة الرئيس الجديد، ترامب، وقد وثقت هذه الصفحات طوال ثمانية أعوام صور وتغريدات وفيديوهات أهم لحظات رئاسة أوباما على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة التي شاهدها الملايين.
وتم التعامل مع التدوينات والتعليقات والصور والفيديوهات التي نُشرت على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي التي استخدمها أوباما مثل أي وثائق لرؤساء أميركا السابقين، وأصبحت في عهدة إدارة الأرشيف والوثائق الوطنية الأميركية.

126 مليون متابع
بحسب موقع الإحصاءات «socialbakers»، جاء الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، على رأس  قائمة أهم الحسابات متابعة على موقع «تويتر» على مستوى العالم لعام 2020، وذلك للعام الثاني على التوالي، بأكثر من 126 مليون متابع، وجاء بعده المطرب العالمي جاستن بيبر بأكثر من 113 مليون متابع.

20 ألف تعليق 
في سبتمبر من العام 2020، أقدم الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، على خطوة فريدة من نوعها، حيث نشر رقم هاتفه على صفحته في فيسبوك، ودعا المتابعين إلى  التواصل معه عبر كتابة رسائل نصية، ووعدهم بالتواصل بشكل دوري، وقراءة الرسائل، ونشر الأفكار والخواطر، وفي غضون ساعات قليلة استقبل منشوره أكثر من 20 ألف تعليق.

صفحة فيسبوك
اهتمام أوباما بالتواصل مع الآخرين عبر صفحته على موقع «الفيسبوك» لا يقل أبداً عن اهتمامه بالتغريد على موقع تويتر، حيث يتابع عشرات الملايين حول العالم صفحة الرئيس الأميركي الأسبق على موقع فيسبوك، الأمر الذي جعل دراسة صادرة في العام 2016 بعنوان «قادة العالم على موقع فيسبوك»، تؤكد أن أوباما يفوز بسباق مواقع التواصل الاجتماعي في حقل الشخصيات السياسية.

صور وفيديوهات للعطلات
منذ خروجه من البيت الأبيض وحتى الآن، يداوم أوباما على استعمال مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، لا سيما صفحته على موقع الفيسبوك، ودائماً ما تنال هذه الصفحة ملايين «الليكات» من المتابعين، حيث يحرص على بث الكثير من لقطات الفيديو والصور برفقة زوجته وابنتيه خلال العطلات والمناسبات المختلفة، وعادة ما تنال هذه الصور والفيديوهات ردود فعل واسعة من المتابعين.

رسائل رومانسية
مع احتفالات العالم بيوم الحب في 14 فبراير الماضي، أرسل الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، رسالة حب إلى زوجته ميشيل وابنتيه عبر تدوينة مرفقة بصورة عائلية، وكتب فيها: «عيد حب سعيد للثلاثة الذين لم يفشلوا في جعلي أبتسم. نوركن المبهر يجعل كل شيء أكثر إشراقاً». وردت عليه ميشيل بعد دقيقتين برسالة مصحوبة بصورة لها ولباراك محاطين بالأضواء، وكتبت فيها: «عيد حب سعيد، باراك أوباما الحياة دائماً أكثر إشراقاً عندما أكون بجانبك».

هون سين.. اللعب مع الأحفاد
يعد هون سين، رئيس وزراء كمبوديا، الواقعة جنوب شرقي آسيا، واحداً من السياسيين والقادة الذين يهتمون بمواقع التواصل الاجتماعي، ويعتبرونها حلقة وصل مع أفراد الشعب.
ويحرص سين على نشر بعض التفاصيل اليومية الخاصة به على حساباته وصفحاته الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي، وفي إحدى المرات نشرت صفحته على موقع الـ «فيسبوك»، صوراً له وهو يسير على أحد الشواطئ، ويلعب مع أحفاده.

ماكري.. على «سناب شات»
يعتبر الرئيس الأرجنتيني السابق، ماوريسيو ماكري، الذي تولى الرئاسة الأرجنتينية في الفترة من 2015 إلى 2019، خبيراً في استخدام موقع «سناب شات» سواء خلال فترة شغل المنصب الرئاسي أو بعد الخروج منه، حيث يحرص على نشر كواليس الحياة اليومية الخاصة به عبر هذا الموقع، وعندما كان رئيساً كان يعرض رحلاته وجولاته.