أحمد شعبان (القاهرة) - أثارت تصريحات أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر سعد الدين الهلالي، خلال لقاء تلفزيوني مع الإعلامي عمرو أديب على قناة MBC مصر، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث دعا إلى ضرورة ترشيد استخدام المياه في مصر والمحافظة عليها، وخاصة أثناء الوضوء باستخدام "مناديل مبللة".
ودعّم الهلالي تصريحاته بحديث للنبي صلى الله عليه وسلم يؤكد على الترشيد واستخدام كميات بسيطة من المياه أثناء الوضوء، معتبراً ما يفعله البعض يومياً ما هو إلا إسراف كبير باستخدام المياه بدعوى الوضوء، مطالباً باستعمال "مناديل مبللة للوضوء" مثل عملية "الري بالتنقيط" من أجل ترشيد استهلاك مياه، والتسهيل على المسلمين، ليصبح "الوضوء بالترشيد"، وفقاً لقوله.
وأضاف الهلالي أنه يتمني أن يقوم أحد المخترعين بابتكار مناديل مبللة تصلح للوضوء، الأمر الذي سيؤدي إلى ترشيد كميات كبيرة من المياه المُهدرة، مشيراً إلى أن كل الوزارات والمواطنين مشتركون في حل أزمة المياه والمحافظة عليها خاصة بعد تصاعد أزمة "سد النهضة".
ورداً على هذه تصريحات الهلالي، أكد الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية والفقه المقارن بجامعة الأزهر، رفضه الشديد لتصريحات الهلالي، مؤكداً أن استخدام أقمشة أو مناديل ورقية مبللة بالماء؛ يُعد مسحاً ولا يجزئ مطلقاً للتطهر، سواء كان ذلك للطهارة المائية الصغرى الوضوء، أو الطهارة المائية الكبرى الغسل.
وشدد أستاذ الشريعة خلال حديثه لـ"الاتحاد" على أن ما قاله الهلالي مرفوض شرعاً ولا يعمل به، لأنه يؤدي إلى بطلان الطهارة وبالتالي بطلان العبادة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَقبل الله صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول".
واعتبر كريمة أن فتوى الهلالي شاذة ولا يؤخذ بها مطلقاً، مضيفاً: "كان الأولى بالهلالي أن ينصح المُرفهين من الناس بترشيد حمامات السباحة في الفنادق السياحية وأماكن الاصطياف للمحافظة وترشيد المياه، بدلاً من أن يجور على العبادات". 
وأوضح كريمة أنه يُفرق بين الغَسل والمسح، وأن ما نُسب إلى الهلالي مسحٌ وليس غسلاً، لأن حقيقة التطهير بالغسل سكب الماء الطاهر المُطلق على العضو، سواء بالغرف مباشرة من إناء أو من صنبور أو ما أشبه، وذلك بواسطة اليد اليمنى توصلاً إلى إسباغ الوضوء، مؤكداً أن هذا ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع المسلمين في كل زمان ومكان.