تامر عبد الحميد (أبوظبي)

اتجه صناع الدراما التلفزيونية المحلية إلى رسم البسمة وتخفيف أعباء وهموم الناس بسبب أزمة جائحة «كورونا»، بتنفيذ 4 مسلسلات كوميدية دفعة واحدة في رمضان هذا العام، بواقع 3 مسلسلات من إنتاج «أبوظبي للإعلام»، تعرض عبر قناتي «أبوظبي» و«الإمارات» ويشارك فيها نخبة من نجوم الدراما الإماراتية والخليجية، وهي: «اللي نحبهم» و«بنات مسعود» و«علاء الدين»، إلى جانب مسلسل «حامض حلو» الذي يعرض على شاشة «دبي».
أكد منتجون وممثلون أن الكوميديا التلفزيونية «هذا وقتها»، خصوصاً في عصر «كورونا» الذي نعيش فيه، والذي أثر على جميع المجالات، وتسبب في تدهور الحالة النفسية للناس بسبب الإجراءات الاحترازية والحجر، إلى جانب حالات الوفيات التي نسمعها بين فترة وأخرى وكان سببها «كورونا»، منوهين أن الدراما في رمضان 2021، هدفها الرئيس تخفيف الأعباء على الناس.

  • مسلسل «علاء الدين»

تخفيف الأعباء
وقال سلطان النيادي المنتج المنفذ لمسلسل «بنات مسعود»: في ظل ما يعانيه المجتمع العربي من أزمات، فإنه من الطبيعي أن يتجه صناع الدراما في منطقة الخليج والإمارات بالتحديد إلى إنتاجات تدخل السرور على كل المتابعين في شهر رمضان المبارك، وهذا ما لاحظناه في مرحلة الاستعداد للموسم الرمضاني الذي أفرز عدة أعمال كوميدية، من شأنها أن تخفف العبء على الجمهور الذي ينتظر كل عام شهر رمضان لمشاهدة أعمال جديدة، ومن أبرز الأعمال التي تم إنتاجها في الموسم الرمضاني، والتي يتابعها الجمهور اليوم، أربعة مسلسلات من إنتاج محلي، ثلاثة منها لـ «أبوظبي للإعلام» الشركة الرائدة التي تهتم دائماً بتقديم محتوى يلائم الجمهور ويلبي ذائقته ويعبر عن قضايا المجتمع، فهذه المسلسلات من شأنها القدرة على تغيير المزاج العام للجمهور، خصوصاً أن أزمة «كورونا» لا تزال آثارها موجودة في المجتمعات .

خلية نحل
فيما أكد أحمد الجسمي بطل مسلسل «اللي نحبهم»، أن هذا الموسم الدرامي الرمضاني لهذا العام مختلف نظراً لأن الأعمال التلفزيونية اتجهت إلى تقديم الكوميديا الهادفة التي تعمل على تخفيف الضغوطات داخل البيوت، خصوصاً أن الأسرة الخليجية والعربية دائماً تلتف حول جهاز التلفزيون من أجل متابعة الأعمال المفضلة لديها، وقال: إنني كأحد الذين شاركوا في بطولة عمل كوميدي إماراتي بحت يعرض على شاشة «الإمارات»، فإنني أستطيع أن أنقل تجربة مهمة بالنسبة لي، هو أنني أثناء العمل مع باقي الأبطال داخل الاستوديوهات، لمست أنه من حق الجمهور أن يتابع أعمالاً ذات طابع كوميدي تستخرج الضحكات من قلوبهم حتى يكون هذا الشهر الكريم الذي يمتزج بالروحانيات ويعيش فيه الإنسان أياماً مباركة، يكون في حالة من السعادة.
وأشاد الجسمي بالتجربة الإماراتية في الإنتاج، التي أثبتت أنه من المستحيل أن يتوقف الفن وأن تتوقف عجلات التصوير، خصوصاً أن استديوهات التصوير كانت تعمل كخلية نحل منذ فترة قصيرة داخل إمارات الدولة، من أجل أن الإسراع من انتهاء التصوير واللحاق بالموسم الرمضاني، ومن أجل يشاهد المشاهد أعمالاً مختلفة تستطع أن تكسر حدة التوتر القائم في المجتمع وأن تستبدله بالفرح.

أثر إيجابي
بينما أوضحت فاطمة الحوسني، إحدى بطلات مسلسل «اللي نحبهم»، أن الكثير من الدراسات العملية أثبتت أن الكوميديا التي تنتزع البسمة من القلوب لها أثر إيجابي على الصحة النفسية لأفراد المجتمع، وقالت: بصراحة، نحن في حاجة إلى أعمال كوميدية يتفاعل معها الجمهور وتثبت أن مثل هذه المسلسلات لها أهمية، خصوصاً في الظروف الصعبة التي يعيشها العالم، ونحن جزء من هذا العالم الذي تأثر كثيراً بأزمة «كورونا» المستجد، وأعتقد أننا اليوم نضع المشاهد أمام أعمال من شأنها أن تدخل السرور على قلبه، وأن تجعله يتفاعل مع أحداث كوميدية في قالب اجتماعي.
وأشارت إلى أن أزمة «كورونا» لم تجعل الممثلين يجلسون في بيوتهم ويتابعون ما يجري على الساحة عن بعد، إنما استطاعوا أن يدخلوا استديوهات الفن ويتحدوا الفيروس المستجد، بتقديم أعمال تحمل مضامين هادفة وملائمة للفترة التي نعيشها، خصوصاً أن كل الناس في حاجة إلى أن تبتسم وتخرج الهموم من قلوبها.

موجة مختلفة
ويرى جمعة علي، بطل مسلسلي «اللي نحبهم» و«حامض حلو» أن رمضان دائماً يحتوي على أعمال كوميدية منذ القدم في الماراثون الرمضاني الدرامي، لكن في هذا الشهر الكريم احتشدت الإنتاجات الإماراتية نحو تنفيذ أعمال ذات طابع كوميدي، وهو ما سيكون له أثر كبير داخل المجتمع الإماراتي والخليجي، خصوصاً أن التاريخ يشهد بأن معظم الأعمال الكوميدية التي قدمت في المواسم الرمضانية السابقة حققت ناجحاً كبيراً لأنها دائماً تتفاعل مع الجمهور وتحاول أن تقدم رؤية فيها نوع من الكوميديا المحببة، وهو ما يحتاجه كل مشاهد، مشيراً إلى فكرة تقديم أعمال كوميدية هذا العام، كانت صائبة نظراً لأن الناس تعيش هموماً وآلاماً وأحزاناً، نظراً لتفشي «كورونا» وأن الحياة تسير على الحظر واتخاذ تدابير كثيرة، ورغم هذه الصعاب، فإن شركات الإنتاج والقنوات التلفزيونية اتحدت على أن يكون هذا الموسم الرمضاني مختلفاً عن أي موسم آخر من خلال موجة مختلفة من المسلسلات الكوميدية.

  • منصور الفيلي وخليل الرميثي وخالد مظفر في «بنات مسعود» (الصور من المصدر)

رسم البسمة
فيما بين منصور الفيلي الذي يشارك في بطولة «بنات مسعود»، أن الأعمال الدرامية الناجحة هي التي تتفاعل مع مجريات الأحداث المفروضة على الساحة الاجتماعية، وبما أنه لا يخفى على أحد أن الناس تعيش حالة لا تسر في ظل أزمة «كورونا» وما سببته من آلام نفسية، فإن الكوميديا الهادفة التي ستعرض عبر الشاشات المحلية ليس للكوميديا فقط، لكنها تحمل فكرة مختلفة عن كل ما قدم من قبل، نظراً لأن المجتمع يريد أعمالاً غير نمطية، وأن هذا الوقت تحديداً هو الذي يجب أن تعرض فيه أعمال كوميدية ذات مضمون اجتماعي، مشيداً بـ «أبوظبي للإعلام» التي حملت على عاتقها مهمة إنتاج هذه الأعمال، ما يؤكد أن هناك توافقاً في تقديم هذه الأعمال التي سترسم البسمة على وجوه المشاهدين في رمضان هذا العام، خصوصاً أنه كان هناك تخوف من توقف الأنشطة الفنية وبخاصة الأعمال الدرامية، لكن حدث العكس، وتضافر المنتجون مع القنوات والفنانين حتى خرجت هذه الأعمال إلى النور.

تفاؤل وسرور
من واقع تجربته في إخراج الأعمال الكوميدية، قال المخرج الإماراتي عمر إبراهيم الذي تولى إخراج مسلسل «بنات مسعود»: منذ سنوات طويلة وأنا أتولى إخراج أعمال كوميدية ودرامية تلفزيونية، وهو ما جعلني أشعر بأهمية الكوميديا في حياة الناس؛ لأنها بالفعل تستطيع أن تخرجهم من الحياة السلبية والنظرة التشاؤمية إلى حياة أفضل مليئة بالتفاؤل والسرور، مشيراً إلى أنه على الرغم من أنه يفضل التنوع في الأعمال الدرامية خصوصاً المحلية، إلا أنه وجد أن الاتجاه العام نحو الكوميديا «هذا وقتها»، فهي خطوة إيجابية ومهمة في هذا التوقيت بالذات لأن الناس لا يمكن أن تستوعب العديد من الأعمال الدرامية ذات الأحداث المتداخلة، لذا فكان التفكير موفقاً في تقديم أعمال خفيفة في مضمونها، لكنها عميقة في فكرتها، وكانت النتيجة هو إنتاج 4 مسلسلات بإنتاج محلي، كلها على نمط الكوميدي في قالب درامي.