أثارت القصيدة التي ألقتها أماندا غورمان الشابة الأميركية خلال حفل تنصيب الرئيس الأميركي جو بايدن جدلاً كبيراً في أوروبا.
ذلك أن ترجمة القصيدة في أوروبا فتحت جدليات واسعة وطرحت إشكاليات عرقية قلّما يشهدها المجال الأدبي.
وقد أثّرت قصيدتها "ذي هيل وي كلايمب" (التلّ الذي نتسلقه) في الملايين حول العالم، خصوصاً بكلماتها التي دعت فيها الشابة، ذات الأصول الأفريقية، إلى نبذ التفرقة وتجاوز الاختلافات لبناء المستقبل.
تركز الجدل في أوروبا على ناحية مختلفة تماماً تمثلت في... لون بشرة المترجمين المعتمدين للقصيدة. هل ينبغي أن يكونوا بالضرورة من أصحاب البشرة الداكنة؟ أليست هذه مناسبة لزيادة التنوع في العالم الأدبي الذي يطغى عليه أصحاب البشرة الفاتحة؟
في هولندا، نشرت الصحفية والناشطة يانيس دول، نهاية فبراير، مقالة في صحيفة "دي فوالكسرانت" عنونتها "مترجمة بيضاء لقصيدة أماندا غورمان: أمر لا يُعقل".
بعد أسبوع، أعلنت المترجمة المعنيّة في هذا الموضوع مارييكه لوكاس رينفيلد انسحابها من المهمة. بعدها، اعتذرت دار "مولونهوف" قائلة "لقد فوّتنا فرصة عظيمة لإعطاء شابة سوداء مساحة في هولندا وبلجيكا (القسم الناطق بالهولندية) عبر حرمانها من ترجمة عملها".
وقد شهدت إسبانيا جدلاً محتدماً في القضية. فقد تراجعت دار نشر عن إسناد المهمة إلى المترجم فيكتور أوبيولس مطلع الشهر الفائت.
والأمر عينه حصل في العاصمة الفرنسية باريس، حيث تعتزم دار "فايار" إصدار ترجمة للقصيدة ستتولاها المغنية البلجيكية - الكونغولية "لوس أند ذي ياكوزا" في أوّل تجاربها في هذا المجال.
أما الترجمة السويدية، فتولاها مغنّ أيضاً هو جايسون دياكيتيه وأصدرتها دار "بولاريس" الثلاثاء. وقال الفنان المولود لوالدين أميركيين والمعروف باسمه الفني "تيمبوكتو"، لقناة "اس في تي" التلفزيونية إن القصيدة "تحوي الكثير من القوافي. لذا، فالأمر أشبه بنص لأغنية راب. هذا مألوف جداً لدي".
أما الترجمة الألمانية، فقد صدرت بالتزامن مع النسخة الأصلية في الولايات المتحدة. لكن صحيفة "دير ستاندرد" النمسوية فوصفت هذه الترجمة بأنها "فشل" بسبب تشويهها "الصيغ البديعية أو الصور القوية" للنسخة الأصلية.
ومن بين النساء الثلاث اللواتي أنجزن هذه الترجمة، هناك "خديجة هارونة - أولكر وهي امرأة سوداء، وكبرى غوموشاي المتحدرة من أصل تركي، اللتان تنشطان من أجل القضايا النسوية ومكافحة العنصرية أكثر من عملهما في المجالين الأدبي والصحفي"، وفق الصحيفة الصادرة في فيينا.
ويكتنف غموض أيضاً اسم الشخص الذي سيتولى الترجمة الفنلندية. وقالت الناشرة ساره تيورانيمي لصحيفة "هلسينغين سانومات" المحلية في الرابع من مارس "أرسلنا اقتراحاتنا بأسماء المترجمين إلى المؤلفة ووكيلة أعمالها وننتظر الرد".
وبالإيطالية، أبقت دار "غارانتزي" على العنوان الإنكليزي واختارت على الأرجح بموافقة أماندا غورمان، مترجمة شابة (بيضاء) هي فرانشيسكا سبينيلي. وحاولت الأخيرة تجاوز الجدل الناشئ في هولندا، واصفة ذلك عبر موقع "إيل ليبرايو" الإلكتروني بأنه "جدل محتدم وملتبس بعض الشيء يقول فيه الجميع ما يفكر به، من دون الحديث في كثير من الأحيان عن الأمر نفسه".
أما في المجر، فقد أطلقت دار النشر "أوبن بوكس بابليشر" مشروعاً غير اعتيادي إذ أسندت مهمة الترجمة إلى شباب من غجر الروما في إطار محترف أدبي.
قصيدة تثير جدلاً كبيراً في أوروبا
المصدر: آ ف ب