نسرين درزي (أبوظبي) 

عندما كان في العاشرة من عمره، بدأ اهتمام الفنان الإماراتي حمدان بطي الشامسي بصفوف الرسم وهو على مقاعد الدراسة، وانجذب منذ طفولته إلى الأعمال المركبة التي لا تقتصر على الألوان، وإنما تتجاوز حدود اللوحات إلى ما يلامس الخيال وتجسيد المشاعر. وهكذا بدأت موهبته تتبلور بالاطلاع الذاتي والبحث عن فن الوسائط المتعددة، معتمداً على أفكاره المغايرة في أدوات التعبير التي لا تلتزم بقاعدة واحدة، وإنما تخترق كل الحواجز باتجاه الإبداع الحسي والنظري والعملي. 

تموجات
يقول حمدان بطي الشامسي لـ «الاتحاد» إنه يهوى تركيب الأعمال المتداخلة التي تظهر فيها المواد كتموجات بارزة تحاكي الرسائل التي يريد توجيهها. وهو ينتهج أسلوب الفن الرقمي الذي يجمع فيه بين عدة عناصر تشكل عملاً متفرداً، مستخدماً الطباعة والفيديو ومواد أخرى، مثل البلاستيك والورق والكرتون والخشب والقماش. ويشبّه قراءة الفنون التعبيرية بمطالعة الكتب أو القصص، بحيث تترك انطباعاً مختلفاً عند الأشخاص، كل حسب مزاجه ووجهة نظره وميله إلى تسجيل الملاحظات. ويذكر الفنان أن أعماله تخرج نتيجة شعور معين يراوده، وقد لا تكون واضحة بالنسبة للآخرين، إذ يفسرها البعض بعكس الفكرة المطروحة من أجلها، معللاً ذلك بأن الفن عموماً لا يمكن بناؤه على قاعدة عامة، وإنما تصلح فيه كل الاحتمالات.

«كن بخير»
منذ 10 أعوام بدأ الشامسي يركز على تخصيص الوقت الكافي لصناعة فنه متعدد الأوجه والأنماط، وأنجز حتى اليوم أكثر من 220 عملاً بمختلف الأحجام والأبعاد، شارك بها في عدة معارض جماعية، وقد خاض حديثاً تجربة جديدة عبر إنتاج 6 فيديوهات عن الأداء التعبيري. ويروي أنه مع ظروف جائحة «كورونا» والالتزام بالمنزل، قرر تكثيف عمله ليقدم من خلاله بصمة مغايرة في مشواره الفني. وتمكن على مدى الأشهر الـ 12 الماضية من خوض رحلة بحث وتأمل ضمن برنامج الممارسة النقدية 2020، الذي ينظمه مركز «تشكيل” بدبي، حيث يقيم معرضه الفردي الأول تحت عنوان “كن بخير” والمستمر حتى 24 أبريل المقبل. ويشير إلى أن بحثه تركّز على تمثيل الذات عبر مجموعة متنوعة من الوسائط المرئية التي تمثل جزءاً من تطبيق الأدوات في ممارساته البارزة، مضيئاً على الاستكشاف الشخصي العميق. ويورد الفنان متعدد التخصصات أنه يعتمد أسلوب التركيز على نفسه في المطبوعات والشعر المكتوب بخط اليد، وأعمال الفيديو والتركيبات التي تستعرض الحالات الثلاث المرتبطة بالذات، وهي الهوية والفردية واللاوعي.

شخصي ومتفرد
ويرى الشامسي أن الفن متنفس وأشبه بعلاج يُخرج من خلاله كل تراكمات الأيام والمواقف التي يمر بها، لافتاً إلى أن الأفكار تلوح في باله دائماً، وإن لم يحالفه الوقت بتنفيذها مباشرة، يعمد إلى تدوينها على الورق بالتفصيل متحيّناً الفرصة لتجسيدها فيما بعد. وينصح الشباب ممن يتخصصون في المجالات الفنية، بصقل علومهم بالتجربة والمثابرة والإبداع، معتبراً أن الموهبة وحدها لا تكفي. ويقول: الموهبة إما نعززها وإما نهملها، وإذا أردنا تحقيق التميز المطلوب، فلا بد من تغذيتها بكل ما هو شخصي ومتفرد.

معارض
الفنان حمدان بطي الشامسي خريج برنامج «منحة سلامة للفنانين الناشئين» وبرنامج «آرت دبي كامبس». وسبق أن عرض أعماله في عدة معارض جماعية، بينها «بعد عشر سنوات» (2018)، «على قول المثل» (2011)، و«صور جيل» (2010).