واشنطن (الاتحاد)
تصدرت ميجان ماركل عناوين الصحف منذ الحوار الصحفي المدوي الذي أجرته هي وزوجها الأمير هاري، مع الإعلامية الأميركية الشهيرة أوبرا وينفري، والذي أذيع مؤخراً. حيث كشفت ميجان عن أنها تعرضت لتصريحات عنصرية، وأنها لم تتلقَّ المساعدة في مواجهة صعوبات ذهنية صحية. وعندما تزوجت ميجان من عضو في العائلة الملكية البريطانية، اضطرت لوقف أي أحاديث سياسية، فالملكة إليزابيث الثانية لا تصوت في انتخابات بلادها، لأنه أمر غير دستوري، وتحذو العائلة المالكة حذوها باحترام هذا المبدأ. أما الآن، بعدما انتقل الأمير هاري وزوجته ميجان إلى كاليفورنيا، ولم يعودا عضوين عاملين في العائلة المالكة، أصبحا أكثر انشغالاً بالسياسة الأميركية، وصوتت ميجان في انتخابات الرئاسة لعام 2020.
وبحسب صحيفة «ديلي ميل»، بدأت دوقة ساسكس تشكيل شبكة علاقات مع الديمقراطيين لنيل التأييد من أجل ترشح محتمل في انتخابات عام 2024 الرئاسية.
رأي ترامب
يبدو أن احتمال ترشح دوقة ساسكس لأعلى منصب في الولايات المتحدة يثير حفيظة الرئيس السابق دونالد ترامب، الأمر الذي كشف عن سببه في حوار أجراه منتصف الشهر الجاري على قناة «فوكس نيوز». وعندما سئل عن رأيه بشأن طموحات ميجان ماركل في الوصول إلى البيت الأبيض، قال: «حسناً، أأمل أن يحدث ذلك؛ لأنه إذا حدث، فإنني أعتقد أنني سأشعر برغبة أقوى في الترشح».
وأضاف الرئيس الجمهوري: «إنني لست من جمهور ميجان ولا معجباً بها، وأفكر فيما قالته عن العائلة المالكة البريطانية وأنا أعرف الملكة، كما تعلمون، والتقيت بالملكة، وأرى أن الملكة إليزابيث شخص رائع.. لكنني لست من معجبي ميجان».
وكان ترامب كشف عن استيائه من ميجان والأمير هاري العام الماضي، عندما قررا الانفصال عن مهام العائلة الملكية. وغرّد آنذاك قائلاً: «أنا صديق عظيم ومعجب بالملكة وبالمملكة المتحدة البريطانية»، مضيفاً: «قالت التقارير إن هاري وميجان، اللذين غادرا المملكة، سيقيمان بصورة دائمة في كندا، والآن غادرا كندا إلى الولايات المتحدة».
وتابع ترامب الذي كان ما يزال سيد البيت الأبيض حينئذٍ: «رغم ذلك، لن تدفع الولايات المتحدة مقابل حمياتهما الأمنية.. عليهما أن يدفعا!».
وقبل زواجها من الأمير هاري وانضمامها إلى العائلة المالكة في بريطانيا، لم تدّخر الممثلة الأميركية ميجان ماركل جهداً في كيل الانتقادات للرئيس ترامب.
كسر البروتوكول
لا يفترض أن يتحول أي عضو في العائلة الملكة البريطانية إلى سياسي، ولهذا تعين على ميجان التوقف عن التحدث في الشؤون السياسية عندما تزوجت هاري، لكن الآن، بعدما تحلّلت من مهامها الملكية، وانتقلت مع زوجها إلى كاليفورنيا، فإنها لم تعد ملتزمة بجميع القواعد الملكية. وتشير التقارير إلى أنها تتطلع إلى البيت الأبيض.
وفي عام 2016، لم تكن ميجان من أصحاب المواقف السياسية المحايدة، فقد كانت وما تزال من المدافعين عن حقوق المرأة، كما كانت من مؤيدي ترشح هيلاري كلينتون لمنصب الرئيس، وبالطبع، من المعارضين لترامب. وفي عام 2020، كسرت هي وزوجها البروتوكول عندما دعوَا الأميركيين إلى التصويت في الانتخابات، التي تنافس فيها جو بايدن ودونالد ترامب، ووصفا الانتخابات بأنها «أكثر انتخابات مهمة في حياة الأميركيين».
ميول سياسية
صنعت ميجان التاريخ عندما أصبحت أول عضو في العائلة الملكية البريطانية يُصوت في الانتخابات الأميركية في العصر الحديث. ورغم أنها لم تكشف عن هوية المرشح الذي صوتت لمصلحته، لكنّ معجبيها يمكنهم التخمين بالطبع، استناداً إلى ميولها السياسية.
ويبدو أن ميجان، بحسب المصادر، تتأهب للانتقال بطموحاتها السياسية إلى المستوى التالي، عبر حشد التأييد بين كبار الشخصيات في الحزب الديمقراطي للترشح في انتخابات عام 2024.
خطأ وحيد
عقب مقتل الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد في مدينة مينيابوليس الأميركية، أعلنت ميجان موقفها، وتحدثت عن العنصرية في مقابلة عبر الفيديو مع طلاب مدرسة «إيماكيوليت هارت» في لوس أنجلوس، حيث درست عندما كانت طالبة.
ونقل موقع «سكاي نيوز» البريطاني عن ميجان قولها في رسالتها: «ما حدث في مينيابوليس مدمر للغاية، وكنت قلقة بشأن التعليق على الحادث، لكنني أدركت أن الخطأ الوحيد هو عدم قول أي شيء». وتابعت: «لأن حياة فلويد مهمة وحياة تايلور مهمة وحياة فيلاندو كاستيل مهمة وحياة تامير راس مهمة»، في إشارة إلى أناس آخرين لقوا حتفهم على أيدي الشرطة الأميركية بسبب العنصرية. وأردفت قائلة: «أنا آسفة.. أنا آسفة للغاية لأنكم ستكبرون في عالم حيث ما يزال هذا الأمر موجوداً»، موضحة أن العنصرية يجب أن تصبح «درساً في التاريخ للطلاب، وليس واقعاً يعيشونه». ودعت الطلاب إلى أن يكونوا «جزءاً من الحركة.. أعلم أنكم تدركون أن حياة السود مهمة».
مؤهلات
قبل زواجها من هاري عام 2018، كانت ميجان، البالغة من العمر 39 عاماً، ممثلة وناشطة اجتماعية، وجسدت منذ عام 2011 شخصية رايتشل زين في السلسلة الدرامية «سوتس»، كما إنها معروفة بدور العميل الخاص إيمي جيسوب في فيلم الخيال العلمي «فرينج».
ووصفت ميجان، المولودة في لوس أنجلوس الأميركية، والديها قائلة: «أبي أبيض وأمي أفريقية أميركية، واحتضنتني أميركا، وجئت لأقول من أنا، وأنا قوية وواثقة من نفسي ومما سأفعله».
وتلقت تعليمها في مدارس خاصة بهوليوود، ثم التحقت بمدرسة كاثوليكية ثانوية خاصة بالفتيات، قبل تخرجها عام 2003 في جامعة نورث وسترن بالقرب من شيكاغو.
وحصلت على شهادة الدراسات المعمقة في المسرح، قبل انتهائها من درجة البكالوريوس في المسرح الدولي.
وشملت دراستها التدريب في السفارة الأميركية في بوينس آيرس.
وإذا أصبحت ميجان رئيسة للولايات المتحدة في 2024، فربما أنها ستصبح أول امرأة تشغل منصب الرئاسة في الولايات المتحدة، لكنها لن تصبح أول ممثلة محترفة سابقة تشغل هذا المنصب. فقد سبقها إلى ذلك رونالد ريجان، الذي عمل ممثلاً لفترة طويلة في هوليوود، ورئيساً لنقابة ممثلي الشاشة. كما مثّل الرئيس السابق دونالد ترامب في أكثر من فيلم، وقدّم برنامج تلفزيون الواقع «ذي أبرينتايس» أو«المبتدئ».
إشاعات
رغم أن طموحات الرئاسة الأميركية تبدو مفاجئة بالنسبة لدوقة ساسكس، مثل المقابلة الصاخبة مع أوبرا وينفري التي تشكل أيضاً تخلياً كبيراً عن تقاليد العائلة المالكة، إلا أنها لم تكن المرة الأولى التي يُشاع عنها أن لديها هذه الطموحات السياسية الغامرة. ففي سبتمبر 2020، أكد مصدر مقرب أن «من الأسباب التي جعلت ميجان حريصة على عدم التخلي عن جنسيتها الأميركية هو أنها أرادت أن تترك باب خوض غمار السياسة مفتوحاً أمامها»، مضيفاً: «أعتقد أن ميجان وهاري إذا تخليا عن ألقابهما، فإنهما سينظران بجدية في ترشحها لمنصب الرئيس».
لكنّ مصدراً آخر أكد لـ«إنسايدر»، أنه على الرغم من أنه ليس هناك إنكار لاهتمامها ومشاركتها في الأحاديث السياسية، لكن ليس لديها أي طموح في منصب سياسي لنفسها.
والحقيقة أنه لن يعلم أحد على وجه الدقة ما لم تتحدث ميجان بنفسها، وحتى الآن لم تدلِ بأي تصريح رسمي عن إمكانية ترشحها من عدمه.