فاطمة عطفة (أبوظبي)

أكدت الفنانة الإماراتية الكبيرة سميرة أحمد أنها اتخذت قرار الاعتزال، وما زالت ملتزمة به وتحترمه، لكنها موجودة وعندها أعمال للإنتاج لمن يريد أن يتواصل معها، وهي مستعدة لتقديم ورش عمل وتدريب للشباب، ومنحهم من خبرتها.
وقالت إن بعض المحطات التلفزيونية تعمل بالمزاجية ودون استراتيجية مدروسة، وتخضع أعمالها للربح، ولمن يدفع أكثر، لكن العمل الدرامي ينجح عندما يكون من يعمل فيه لديه القناعة وعنده رؤية نحو الهدف الذي يريد أن يحققه.
جاء ذلك خلال جلسة افتراضية نظمتها مؤسسة التنمية الأسرية، أمس الأول بعنوان «دور الفن الإماراتي وأثره على قيم الأسرة»، استضافت فيها الفنانة سميرة أحمد، وأدارتها عائشة الشرياني، التي رحبت بالفنانة، وقدمت لمحات مضيئة من مسيرتها المسرحية الزاخرة، وأكدت أنها من قامات الفن الإماراتي والخليجي والعربي، متسائلة أين سميرة أحمد من جمهورها ومحبيها الذين يسألون عنها؟، ورداً على ذلك قالت الفنانة: أنا موجودة، لكني أخذت قراراً باعتزال الفن.
وعن البدايات سردت الفنانة فقرات ومواقف من تجرتها، مشيرة إلى المسرحية الأولى، التي شاركت فيها بالمصادفة ومن دون أي تخطيط أو حتى علم أنها تتقن التمثيل، وذلك عندما كانت عند إحدى صديقاتها وبيتها قريب من المسرح في دبي، وكان أمامه عدد من الفنانين يتناقشون فإذا بالمخرج يسأل: من تريد أن تشاركنا بتمثيل أحد الأدوار؟ فرفعت يدها وفوراً اشتغلت على الدور دون معرفة الأهل، وكانت خطوة جريئة، ثم واجهت معاناة كبيرة لمدة سنتين، لكن نجاحها في تقديم ذلك الدور والنجاح الذي حققته بعد ذلك، وأيضا الحاجة إلى وجوه نسائية في المسرح، تدخل بعض نجوم المسرح مع الأهل مثل عبدالله المناعي، عبد اللطيف القرقاوي، وغيرهما، وبدأت الانطلاقة.
وكيف بقيت محافظة على مكانة فنية مرموقة، قالت: في البداية لم يكن عندي هذا التوجه بالفكر، كان حبي للفن من خلال المسرح لأنه أبوالفنون، وحين شاركت في مسرحية بدور فتاة مخطوبة لشاب، ثم تركها لأنه صار من طبقة أخرى، وأديت مشهداً مؤلماً ومؤثراً جداً، ونظرت للصالة كان السكوت يغمر الجميع، وهم يستمعون بكل إصغاء وتأثر، في تلك اللحظة شعرت أن مكاني على المسرح، وأنه قضيتي ورسالتي. وأكدت فنانتنا الكبيرة أن ذلك الوقت كان العصر الذهبي للمسرح، لقد بدأت مع فنانين كبار في النصوص المكتوبة وفي إخراجها وأدائها، وكانت صورة إيجابية للمرأة التي أمثلها والرسالة التي أحملها وأقدمها، وتلك الأعمال هي التي شكلت العوالم الجميلة التي قدمناها، لأني أعتبر الفن رسالة يجب أن أقدمه كأم وزوجة، لأن الإنتاج أعطاني فرصة كبيرة، حيث نجحت هذه الأعمال التي أنتجتها.
وحول رأيها في المسلسلات التي تعرض الآن وهل تمثل الأسرة الخليجية، قالت: الزمن يتغير وثقافة الناس تغيرت، عندما قدمت «نص درزن» و«حاير طاير»، كانت مرحلة مختلفة، الآن الدراما دخلت جانب التجارة لذلك لم نجد مكانا فيها، إضافة إلى عوامل كثيرة مثل الإعلام له أثر كبير، حيث يتوجه للربحية على حساب المنتج، وهناك أعمال سريعة جاهزة لشهر رمضان.