يبدو أن المفاجآت والمضاعفات الناجمة عن جائحة فيروس كورونا المستجد لم تنته بعد.
كما يبدو أن الجائحة لم تؤثر على البشر فحسب. بل أثرت على الحيوانات أيضاً.
في العاصمة البريطانية لندن، وفرت الجائحة فرصة أمام الجرذان للتكاثر ولاجتياح شوارع المدينة المقفرة بفعل تدابير الحجر التي فرضت خلال أسابيع عدة. وهو ما ساهم في ازدهار شركات مكافحة هذه القوارض. 
يشير كولين سيمز إلى جرذ نافق بعد أن وقع في مصيدة في أحد منازل لندن. وقال إن "هذا نموذج كبير الحجم!" من جرذان لندن الجائعة الباحثة عن الطعام.
من المجاري، شق الحيوان البالغ طوله نحو عشرين سنتيمتراً (من دون الذيل) طريقه إلى هذا المنزل في جنوب غرب العاصمة البريطانية، عبر أنبوب الصرف الصحي في الطابق الأرضي، وهو ما يمكن تبيّنه من آثار القضم حول الأنبوب.
ووصفه كولين سيمز، وهو مدير شركة "سي.اس.اس. بيست كونترول" الصغيرة، بأنه "قذر جداً". وقال "وجد سبيلاً لدخول هذا المنزل بحثًا عن الطعام".
منذ أن بدأت بريطانيا في مارس 2020 تنفيذ سلسلة تدابير إغلاق وقيود لاحتواء جائحة كوفيد-19، يعمل هذا الخبير في مكافحة القوارض من دون توقف، وقد زادت عملياته بنسبة 75 في المئة. 
توفر الحجر ظروف تكاثر مثالية لهذه القوارض التي تلد إناثها عشرة صغار مرات عدة في السنة. وقال مدير مجموعة "رينتوكيل" بول بلاكهورست "ثمة مبان هادئة وغير مأهولة ومظلمة وآمنة حيث يمكن أن تتكاثر من دون أن يلاحظها أحد".
ونظراً إلى أن تدابير الإقفال حرمتها فضلات الطعام التي يتم إلقاؤها في مستوعبات القمامة خلف المباني أو في الشوارع التي باتت مهملة، كثفت هذه الحيوانات الليلية وتيرة خروجها من حياتها السرية.
وباتت الجرذان تغامر في التسلل إلى المكاتب الفارغة ليلاً للحصول على ما تيسر من بقايا الطعام المتروكة أو حتى المجازفة، في وضح النهار أحياناً، في البحث عن قوتها في الأحياء السكنية، حيث تفيض مستوعبات القمامة أمام منازل السكان المحجورين. 
وقال بول بلاكهورست "إذا غيّرنا سلوكنا، فمن المحتمل جداً أن تغيّر الجرذان أيضاً سلوكها، لأنها حيوانات تتمتع بقدرة عالية جداً على التكيف".
وتسترشد الجرذان بحاسة شم متطورة جداً في بحثها عن الطعام، ولا شيء يستطيع مقاومة قواطعها الحادة لا الخشب ولا الطوب ولا الأسلاك الكهربائية. 
وقد تحمل هذا القوارض الأمراض، وهي كفيلة بالتسبب بأضرار يمكن أن تؤدي إلى الحرائق أو الفيضانات.
وقال كريس شريف بينما كان يعمل على تصليح الأنابيب "المكسورة" تحت الفناء الأمامي لمنزل في شمال لندن إن الجرذان "شقت طريقها إلى الداخل بواسطة القضم".