بعد أن أحدثت واقعة تحرش بطفلة دوياً واستنكاراً كبيراً في مصر الأسبوع الماضي، ورغم أن ظاهرة التحرش بالأطفال ليست ظاهرة مستجدة على المجتمعات، إلا أن توالي تلك الحوادث يثير قلق الأهالي على أطفالهم لصعوبة مراقبة الطفل طوال الوقت لحمايته من التعرض للتحرش.
وقالت الدكتورة أسماء مراد، اختصاصية علم اجتماع المرأة إن ظاهرة التحرش بالأطفال ليست ظاهرة مستجدة على المجتمع المصري، فهى ظاهرة قديمة، لكن تسليط الضوء على هذه الظاهرة من خلال الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي أصبح أكثر تركيزاً.
وتابعت أنه يجب على الأهالي توعية أطفالهم، ولا يصح تركهم مع مُربية أو عاملة بالمنزل دون مراقبة، والتوعية ضد سلوكيات كثيرة تحدث بالمجتمع، مع العلم أن الأطفال يمكن أن يتعلموا هذه السلوكيات الشاذة من بعضهم البعض دون وعي. لذلك يجب توعيتهم وتعزيز الثقافة الجنسية دون ترهيب من الأهالي للأطفال، كما أن هناك دوراً كبيراً على المؤسسات التعليمية من مراقبة ووضع حدود بين الطلاب.
وأوقفت السلطات الأمنية المصرية، الثلاثاء الماضي، شخصاً متهماً بالتحرش الجنسي بطفلة في القاهرة، بعد موجة استنكار في البلاد، إثر انتشار مقطع فيديو يوثّق الواقعة على منصات التواصل الاجتماعي.
وقالت وزارة الداخلية المصرية في بيان إن الأجهزة الأمنية ضبطت شخصاً لكشف ملابسات مقطع فيديو انتشر على فيسبوك "يظهر فيه أحد الأشخاص يتحرش بطفلة بمنطقة المعادي بالقاهرة".
وعودة لأهمية حماية الأطفال، أوضح الدكتور محمد هاني، استشاري الطب النفسي أن التحرش بالأطفال هو نوع من أنواع الهلاوس الجنسية، وهو يعتبر سلوكاً شاذاً، ويكون نوعاً من أنواع إدمان للشذوذ، والشخص خلال قيامه بهذا الفعل يكون غير واع إلى حد كبير، حيث يكون فقد الوعي بسبب إدمانه لهذا السلوك، وفقا لموقع "العربية نت".
ويبدأ هذا النوع من السلوك الشاذ من مرحلة الطفولة والمراهقة، يكون في معظم الأوقات بسبب تعرض الفرد للتحرش في مرحلة طفولته أو مراهقته، فيبدأ في ممارسة هذا الفعل مع غيره من الأطفال، ويعتاد على ممارسته، وهو يعتبر نوعاً من الخلل العقلي الذي يؤدي إلى خلل نفسي، لذلك يحصل المتحرشون بعد أن ينالوا عقوبتهم إلى تأهيل نفسي، لكي لا يستمر في ممارسة هذه الأفعال غير السوية.
وشدد على ضرورة توفير التوعية اللازمة للأطفال، بداية من مرحلة ما بعد العامين، وهى المرحلة التي يبدأ فيها الطفل في اكتشاف نفسه، والتي تكون مرحلة هامة في تربية طفل سوي نفسياً. لذلك يجب على الأهل أن يحرصوا على توفير الوعي الكافي للطفل من خلال الرد عن أسئلته الطبيعية في هذه المرحلة وعدم الخجل من الحديث مع الطفل وتوعيته بحدوده مع الآخرين، مع ضرورة تعليمه حدود التعامل مع الغرباء وحتى الأقارب والخطوط الحمراء التي لا يجب أن يجعل أي شخص أياً كانت صلته به أن يتخطاها، لكي نحافظ على الطفل من التعرض لأي تصرف شاذ وغير سوي يمكن أن يتعرض له، من خلال أي شخص.
وأكد الدكتور محمد هاني على ضرورة التركيز على كل تصرف يصدر من الأهل أمام الطفل، ومعرفة أن الأطفال لديهم وعي وإدراك، ويمكن أن يقلدوا أفعال أهاليهم دون قصد.
وشدد الدكتور على ضرورة نشر الوعي دون ترهيب، كما يجب على الأهالي أن يجعلوا أطفالهم أصدقاء لهم لكي يستطيعوا أن يشكوا لهم عند تعرضهم لأي اعتداء من أي شخص دون خوف، ويجب تعليمهم الحدود الجسدية لهم، لكي لا يقعوا في أي سلوك شاذ قد يتعرضون له من خلال الآخرين.
بعد واقعة هزت مصر.. كيف نحمي أطفالنا!
المصدر: الاتحاد - أبوظبي