لكبيرة التونسي (أبوظبي)
منذ ثلاثة وأربعين عاماً ظهرت «مجلة ماجد» لأول مرة كملحق مع جريدة الاتحاد، وعبر صفحاتها تعرفنا على ماجد الذي يحب المغامرة وسافرت معه على جناح الخيال، أما «كسلان» فكان دائماً ما يرسم الابتسامة على وجوهنا ونحن نتابع مغامراته مع أخيه «نشيط»، وبفضل «زكية» أحببنا العلوم والفضول والاكتشاف والمعرفة ومع «النقيب خلفان» عشنا أجواء الغموض والتحقيقات، في حين كنا ننتظر مغامراته بفارغ الصبر وكنا نبتهج عندما نرى الدلة والفنجان، دائماً في استقبالنا، وعلى شواطئ جزيرة «شمسة» و«دانة» عشنا ذكريات لا تنسى، أما «أبو الظرفاء» فقد عشنا معه مغامرات امتدت لسنوات هو و«بيبي» الشقية و«موزة» الحبوبة.
بين الماضي والحاضر رافقت مجلة ماجد بشخصياتها وحكاياتها التي لامست قلوب الجميع، أما اليوم فهي تروي قصة أخرى عبر عالم ماجد.
غرس القيم
تعتبر مجلة «ماجد» أكثر المجلات الموجهة للأطفال انتشاراً في الوطن العربي وأقدمها، وقد اختير لها اسم ماجد، التي تصدرها «أبوظبي للإعلام» منذ 28 فبراير1979، تيمّناً باسم البحار الإماراتي الشهير شهاب الدين أحمد بن ماجد، أحد أبناء إمارة رأس الخيمة.
وتحظى مجلة ماجد بشعبية واسعة بين أطفال الإمارات والعرب، وقد تبوأت مكانة متميزة في قلوب الأطفال العرب من الخليج إلى المحيط، وحازت ثقة الآباء والأمهات، بمحتواها التربوي الترفيهي الممتع والمفيد، الذي يساهم في غرس القيم النبيلة في نفوس الأطفال ويساعد على صقل شخصياتهم، إضافة إلى شخصياتها الفريدة وتصميمها الجذاب الذي حرصت طوال مسيرتها على التجديد والابتكار فيه.
وأصبحت مجلة ماجد التي استحقت جائزة الصحافة العربية مرّتين، أيقونة متميزة في صحافة الطفل، وعلامة رائدة في هذا المجال، يعزز دورها فيه إطلاقها مبادرات مجتمعية هادفة أبرزها: دعم أدب الطفل، وتشجيع الأطفال على القراءة، والمعرفة والإبداع.
نظرة ثاقبة
وأعربت مريم السركال، مدير منصات ماجد عن فخرها واعتزازها بهذا العمر الذي وصلت إليه المجلة، وقالت: «نحتفل اليوم بوصول ماجد لعامها 43 واليوم أصبحنا نطلق عليها «عالم ماجد»، موضحة أنها كانت نظرة ثاقبة ورؤية حكيمة منذ سنة 1979 لإثراء الأجيال من الكبير والصغير لمجلة مختصة بالطفل واستمرارها لهذا الوقت، إن دل فإنما يدل على النظرة الثاقبة التي أوجدتها في ذلك الوقت، وهي مسؤولية كبيرة على عاتق كل الذين تولوا متابعة المجلة والمضمون العام لها وشخصياتها الجميلة، والتي رسمها وصاغ محتواها أساتذة كبار، نوجه لهم أكبر تحية من هذا المنبر، مشيرة إلى أنهم زرعوا إيمانهم بالبذرة الجميلة لكل هذه الأفكار وهذه الشخصيات الكبيرة وهذا الزخم المتنوع في المحتوى.
ولفتت إلى أن التغيير الذي طرأ على ماجد حيث تم إطلاق في فبراير 2020 عالم ماجد ليضم كافة الشخصيات، حيث كبر عالم ماجد وتحول من كونه فقط مجلة، وأصبحت هناك قناة تلفزيونية في 2015، والتي تبث 24 ساعة في اليوم لكل أنحاء العالم، وفي عام 2020 تطور هذا العالم وتبلورت الشخصيات والأفكار، فيما يتعلق بطرح مواضيع تواكب هذا الجيل.
عاداتنا وتقاليدنا
وأضافت: أصبح عالم ماجد ينافس المحتوى المطروح في العالم الغربي، ويعتبر الوحيد الذي ظل وسيظل منافساً أعواماً كثيرة، حريصاً على خلق محتوى ترفيهي إبداعي، من وحي عاداتنا وتقاليدنا ومن الأشياء الجميلة التي تم ابتكارها مع عالم ماجد وطورناها مثل زكية الذكية، والتي كانت معروفة بقراءة الكتب ولكن أصبحت فتاة خارقة تنقذ المدينة من الأشرار، وأيضاً إطلاق شخصيتي بصل وفلفل في رمضان المقبل، وكان الجد صابر وأصبح الموضوع لحفيده، الذي يعرف باسم جمول.
وتابعت: قريباً سنرى جميع الشخصيات، التي تربينا عليها ونشأنا عليها سنراها بطريقة متحركة كي يستطيع أطفال هذا اليوم أن يعيشوا التجربة نفسها ولكن بما يناسب تفكيرهم ويلائم تطلعاتهم المستقبلية، وأيضاً يسلط الضوء على كافة الأمور المتعلقة بحياة الأطفال، حيث شهدت المجلة تغييراً جذرياً، وذلك بناء على دراسات ولأول مرة في الشرق الأوسط وبالتشاور مع الطفل مباشرة دون تدخل الأهل لنسمع آراءهم وأفكارهم، سعياً إلى مواصلة المسيرة الحافلة.
خلود الجابري: تجربة رائعة مبهرة
أعداد كبيرة تشكلت معرفتهم من خلال مجلة ماجد، من هؤلاء الفنانة خلود الجابري، التي قالت: عهدي بـ «ماجد» منذ بداية عملي بالمجمع الثقافي، في الثمانينات، كانت لنا علاقة بالفنانين الذين يرسمون الشخصيات الكرتونية كنا متواصلين معهم، ومنهم تعلمنا الأشياء الكثيرة، كانت بداية ثمرة الرسوم الكرتونية باليد، والتي تتحول إلى قصص، وكنت كذلك أزور المقر للاطلاع على هذه التجربة الرائعة المبهرة بالنسبة لنا، كما أقمنا معرضاً لأغلفة ماجد، بالمجمع الثقافي، ومن وجهة نظري يعد عالم «ماجد» مدرسة حقيقية للفنانين، ومنبراً لثقافة الطفل.
وفاء الشامسي: تكوين صداقات من العالم العربي
قالت وفاء الشامسي، معلمة لغة عربية ومنسقة مادة اللغة العربية بمدرسة الجاهلي بالعين، إنها كانت ومازالت عاشقة لمجلة ماجد، ومن الشخصيات المحببة لديها شخصية فضولي، موضحة أنه من خلال المجلة نشأت لديها صداقات حول العالم العربي، وتعرفت على صديقة في الأردن، وكانت تراسلها من خلال المجلة لسنوات عديدة، وتتبادل معها الكتابات، مؤكدة أنها عشقت اللغة العربية من خلال «ماجد».