تكيّفت أوبرا صوفيا مع جائحة كوفيد-19، وباتت من المؤسسات الثقافية النادرة في أوروبا التي أبقت أنشطتها قائمة، خارقة بذلك الصمت السائد في عواصم أخرى.
من أوبرا "توسكا" إلى "لا ترافياتا"، توفر دار الأوبرا لسكان العاصمة البلغارية برنامجاً غنياً، خلافاً لما هو الوضع عليه في فيينا أو باريس أو ميلانو، حيث الأنشطة متوقفة. 

  • مغنية السوبرانو البلغارية ستانيسلافا موميكوفا تؤدي على المسرح خلال أوبرا لا ترافياتا للملحن الإيطالي جوزيبي فيردي ، في أوبرا صوفيا

بعد القياس الإلزامي لدرجات الحرارة عند المدخل ورغم التدابير الوقائية، يسود جو احتفالي، وتفصل بين المتفرجين باقات الزهور الاصطناعية الموضوعة على المقاعد الأرجوانية التي تتُرك شاغرة بينهم.

بعد الإقفال العام في ربيع 2020، أعادت بلغاريا التي تطبق قيوداً خفيفة رغم ارتفاع معدل الوفيات فيها، فتح الأماكن الثقافية، لكنها حددت العدد المسموح به من المتفرجين بثلاثين في المئة من القدرة الاستيعابية الأصلية.
ورأى مدير دار الأوبرا بلامين كارتالوف أن تقديم عرض أمام حفنة من المتفرجين "أفضل من أن يغني الفنان بمفرده من منزله".

وكانت أوبرا صوفيا قدّمت في صيف عام 2020 عروضاً خارجية مبتكرة، منها "بحيرة البجع" على جسر عائم، وسواها أمام قلعة رومانية وفي ظلمة أحد الكهوف وفي موقع تصوير سينمائي.
منذ ذلك الحين، لم تتوقف العروض، رغم موجة كوفيد-19 الثانية القوية في نوفمبر وخطر حصول موجة ثالثة. 
وفي يناير، أقيمت حفلات موسيقية مكيفة للأطفال، مع موسيقى أقل صخباً، والسماح بالصراخ، في وقت كانت العروض الموسيقية "محظورة على البالغين غير المصحوبين بأطفال"، على ما قال المدير.
وبالتالي، كان الوباء فرصة لجذب جمهور متجدد، مثل الطالب مارتن داميانوف الذي ارتدى بذلة ووضع ربطة عنق لحضور "لا ترافياتا" بناءً "على نصيحة والديه".