ساسي جبيل (تونس)

قدم الطبيب التونسي علي سعد المتخصص في علوم الوراثة الخلوية وبيولوجيا الإنجاب، رحلة عمل دامت 34 عاماً قضاها في البحث والتدريس الجامعي، وحقق خلالها العديد من الإنجازات من خلال مخبر البحث العلمي حول علم الوراثة وبيولوجيا الإنجاب الذي أنشأه منذ سنوات، واستطاع أن يحقق الكثير من النتائج العلمية والإنجازات في مجاله، حيث وضع أهم آليات التشخيص الجيني والصبغي الدقيق للأمراض الوراثية، قبل وبعد الولادة، والأمور الجينية المتعلقة بأمراض السرطان لتدقيق التشخيص والمداواة، بالإضافة إلى تشخيص العقم وإيجاد حلول له.
أما عن المختبر الذي يديره، فأوضح أنه نشر أكثر من 200 دراسة علمية محكمة ويقوم بتأطير الأطباء، إذ ساهم منذ تأسيسه في تأطير 20 طبيباً في هذا الاختصاص الدقيق، وعدد منهم يعملون اليوم في أميركا، وأوروبا وبعض الدول العربية.
وعن هجرة الكفاءات العربية إلى الخارج، لفت إلى أن المسألة مرتبطة أساساً بالأوضاع التي تعيشها بعض البلدان العربية، لكن البحث العلمي يبقى بلا مكان محدد، وبإمكان الباحثين العمل وتقديم الإضافة أينما أرادوا.
والبروفيسور علي سعد يعمل في مستشفى فرحات حشاد في مدينة سوسة وسط تونس، وهو أول طبيب من شمال أفريقيا يحصّل على جائزة أفضل طبيب عربي لعام 2021 والتي تقدمها جامعة الدول العربية، وسيتسلم الجائزة في 14 مارس المقبل بمقر الجامعة بالقاهرة، وذلك تقديراً للنجاحات التي يحققها على رأس فريقه لفائدة مرضاه وللجهود المتواصلة التي ما فتئ يبذلها لدعم التكوين والبحوث في هذا الاختصاص الدقيق.
وقال سعد: إن الجائزة ستساعد الأطباء العرب في مختلف البلدان على الاجتهاد والبحث أكثر في مجالات اختصاصهم، مما يساعد على المزيد من المنافسة، وهو أمر محمود في هذا الظرف الدقيق الذي تعيشه الأمة العربية خلال السنوات الأخيرة.
وأضاف: «إن تكريمي بالجائزة يتجاوز شخصي كباحث وهو تقدير لمكانة الأطباء الباحثين في تونس»، فهذه الجائزة تمثل حافزاً مهماً لكل الأطباء العرب لمزيد البحث والعمل على تسهيل مهمة البحث العلمي التي تبقى أولوية في مجتمعاتنا، لما لها من دور في تحقيق نتائج مهمة للبشر جميعاً في مختلف أصقاع المعمورة.