محمد قناوي (القاهرة)
استطاع الممثل والمخرج والمنتج أشرف عبد الباقي أن يصنع حالة مسرحية نشطة من خلال مشروع «مسرح مصر»، الذي استمر 7 سنوات قدم خلاله ما يقرب من 130 عرضاً، واكتشف خلاله عدداً من المواهب الذين أصبحوا نجوماً في السينمائية والدراما. وعبر عبد الباقي عن إعجابه الشديد بالمسرح الإماراتي الذي يتميز بأنه هادف، وخصوصاً فيما يتعلق بانتقاء مضمون العمل، والقضية المعالجة، وهناك نضج فني لدى الكثيرين من الشباب، ليس على صعيد التمثيل فقط، بل الإخراج أيضاً. ومؤخراً أعلن عبدالباقي عن توقف «مسرح مصر» استعداداً لمشروع مسرحي جديد، وفي الوقت نفسه يعود لنشاطه السينمائي والتليفزيوني والذي بدأه بفيلم «سقراط ونبيلة» مؤكداً أنه لم يكن محظوظاً في السينما.
كشف أشرف عبد الباقي عن أن فيلم «سقراط ونبيلة» يناقش قضية الصراع بين الأجيال، وتدور أحداثه في إطار كوميدي حول شاب وفتاة يفصلهما المستوى الاجتماعي، لكن تجمعهما رؤية متقاربة للعالم، تتصادم مع رؤية الجيل الأكبر المتمثل في والديهما، وقال إنه يجسد دور رجل أعمال والد الفتاة، والفيلم يعتمد على كوميديا الموقف.
واعترف عبد الباقي بأنه لم ينجح في السينما مثل المسرح والدراما التليفزيونية، مشيراً إلى أن السينما تحتاج لقبول وليس عيباً ألا تمتلك هذا القبول، وأنتجت لنفسى فيلم «رشة جريئة»، ولكن لم يحقق النجاح المأمول، وأنا مقتنع أن حظي ليس في السينما ولكن في أشياء أخرى، وقد قدمت أعمالاً بارزة في المسرح والتلفزيون والسينما، وأخرى غير ناجحة في السينما.
أسباب الغياب
وعن سبب غيابه السينمائي والتليفزيوني قال: أنا مسرحي في المقام الأول، ولا أقصد الغياب عن أي فرع من الفنون وطبعاً ليس متعمداً، لكن كي أتواجد لابد أن يكون من خلال عمل هادف ومميز، ولكن للأسف لم أجد في الفترة الأخيرة هذا العمل. وأضاف أنه خلال فترة عروض «مسرح مصر»، كان من الصعب الارتباط بأي عمل آخر بسبب ضيق الوقت، حتى مسلسل «عائلة زيزو» الذي قدمته كان في فترة توقف المسرح القصيرة، كما أنه لم يُعرض عليّ أي دور مغرٍ يشجعني على العودة.
تجربة الإخراج
وعن خوضه تجربة الإخراج المسرحي في «مسرح مصر» وأخيراً «صباحية مباركة»، أشار إلى أنه يعشق الإخراج، ويجد فيه متعة خاصة، كما يحب التحدي والمغامرة وتقديم الجديد دائماً، وأن هذه ليست المرة الأولى التي يخوض فيها تجربة الإخراج المسرحي، فقد قدم من قبل عدداً من الأعمال، آخرها مسرحية «جريما في المعادي».
المغامرون الخمسة
ولفت إلى أنه يستعد لتجربة تليفزيونية حالياً وهي مسلسل «المغامرون الخمسة»، وحصلت على حقوق تقديمها من ابن الكاتب محمود سالم لتحويلها، مضيفاً: أنا وأبناء جيلي ارتبطنا بقصص المغامرين الخمسة والألغاز فيها والتي كانت تخاطب الأطفال بالإضافة إلى الكبار.
كما أشار عبد الباقي إلى أنه يحضر لمسلسل «ست كوم» مختلف عن «راجل وست وستات»، لكن الفكرة لم تكتمل بعد، ولا يعرف حتى الآن متى ستخرج للنور.
الدراما الخليجية
وأكد أنه متابع جيد للدراما الخليجية، وأبدى إعجابه بالأداء الكوميدي للفنان الإماراتي جابر نغموش، مشيراً إلى أنه تربطه علاقات طيبة ببعض نجوم الخليج.
وقال: يجب أن نتجاوز فكرة تصنيف الدراما على أساس بلد الإنتاج، إلى النظر باعتبارها دراما عربية بلهجات محلية وأرحب بالمشاركة في عمل درامي تلفزيوني أو سينمائي، بإنتاج إماراتي أو خليجي، فالدراما الخليجية عموماً تمتلك مقومات هائلة، سواء على صعيد النص أو الإخراج أو التمثيل، والعمل في مظلتها يضيف قيمة لي فنية، وفي حال توافر المشروع الجيد، فإنني من دون شك سأكون سعيداً بالتجربة.
توقف مسرح مصر
وعن سبب توقف «مسرح مصر» رغم نجاحه، قال: من الطبيعي وضع نهاية لعروضه، وقد قدمنا في سبعة مواسم 120 عرضاً، وهو عدد ضخم، وبصراحة شديدة لم يعد هناك جديد، استنفدنا كل الأفكار الممكنة، ولا نقبل أن نقدم أفكاراً غير جيدة، لأننا نحرص على الحفاظ على جودة العروض، وكانت أكبر معاناتنا هي البحث عن فكرة جديدة، ولهذا كان لابد من التوقف ونحن ناجحون.
وهناك سبب آخر وراء توقف «مسرح مصر» وهو أن أعضاءه أصبحوا نجوماً، وانشغلوا بأعمال أخرى في السينما والتلفزيون.