هناء الحمادي (أبوظبي)

يواصل المغامر الإماراتي سعيد المعمري طريق الإنجاز والوصول إلى أعلى القمم والارتفاعات من دون خوف من أي مخاطر، راسماً بذلك صوراً مشرقة لرحلات التحدي والفوز بالقمم، التي يرافقه خلالها علم الإمارات يرافقه عبر القارات والدول التي يجوبها ليرفعه بكل اعتزاز في مناطق بعيدة يصعب الوصول إليها، حيث استطاع مؤخراً تسلق قمة «هوفرلا» الثلجية في أوكرانيا ليضيف هذا الإنجاز والنجاح إلى سجله الذي يحتوي على 59 قمة تسلقها منذ عام 2011.
أوضح سعيد المعمري أنه رغم جائحة «كوفيد- 19»، التي تعصف بكل دول العالم، إلا أن ذلك العائق لم يمنعه من مواصلة مسير الصعود إلى القمم، بهدف إرسال رسالة المحبة والسلام إلى العالم.

قمة هوفرلا
وعن تلك التجربة يقول: تسلق الجبال رياضة صعبة للغاية وتتطلب مجهوداً بدنياً وفكرياً كبيراً جداً، إذ أشعر بعد كل رحلة بتعب، ولكن الحمد لله معنوياً أشعر بالراحة لأنني أخوض تحدياً وأنجح فيه، صحيح أن هناك بعض التضحيات التي اضطر لتقديمها من أجل ممارسة هذه الرياضة، ولكن الأهم أن هناك الكثير من الأشياء التي اكتسبتها من وراء هذه الرياضة، وأهمها الصبر والجلد والقوة، حيث إن تسلق الجبال يساعدني على مجابهة جميع مشاكل الحياة.

وحول الصعود إلى قمة أوكرانيا أضاف: خلال 7 ساعات استطعت الوصول إلى قمة «هوفرلا»، التي يبلغ ارتفاعها 2061 متراً فوق مستوى سطح البحر، فبرغم الأحوال الجوية السيئة والتي تمتاز بعواصف ثلجية وبرودة شديدة جداً، إلا أن العزيمة في داخلي والإصرار على مواصلة المسير لم تمنعن من مواصلة إنجاز ما أصبو له في مهمتي، وبالفعل بعد عناء وتعب شديد حققت هدفي بالوصول إلى القمة رغم البرودة والرياح الباردة، التي كانت أحياناً تمنعي من المواصلة والتقاط أنفاسي نظراً لغزارة الثلوج، لأرفع علم الإمارات وشعار إكسبو 2020.

رسالة للعالم
وأكد أنه يطمح إلى تعدي الرقم 59 للوصول إلى قمم أخرى، مهما كانت العراقيل والصعوبات، التي تواجهها في ظل وجود الجائحة.

قمة وقمة
وكانت أولى رحلات المغامر سعيد المعمري هي قمة إيفرست، التي يبلغ طولها (8848) متراً، وهي أعلى قمة في العالم وأعلى قمة في قارة آسيا، ثم تبع ذلك قمة اكوانكاجوا (6960) متراً، وتعتبر ثاني أعلى قمة في العالم وأعلى قمة في قارة أميركا الجنوبية، وليواصل المعمري تحديات أخرى لقمم أخرى من خلال الصعود إلى قمة «دنالي»، التي يبلغ ارتفاعها (6104) أمتار، وهي تعد ثالث أعلى قمة في العالم، كما تعتبر أعلى قمة في قارة أميركا الشمالية، لتكون قمة «كيليمانجارو»، التي يبلغ ارتفاعها (5895) متراً، هي رابع قمة في العالم والتي استطاع أن يصل إليها المعمري، لكن إكمال التحدي لم يتوقف، بل وضع نصب عينيه الوصول إلى القمم الشاهقة في العالم، وكان منها الوصول إلى قمة «البروس»، التي يبلغ ارتفاعها (5842) متراً، وهي خامس أعلى قمة في العالم وأعلى قمة في قارة أوروبا، وواصل الصعود حتى وصل إلى 59 قمة.