لكبيرة التونسي (أبوظبي) 

يطمح مشروع «النوايف» الذي يتضمن عدة مبادرات (بالتعاون بين مؤسسة التنمية الأسرية ومجلس أبوظبي للشباب) للوصول إلى نسبة كبيرة من الشباب في عامه الأول، والذين من المقرر أن يستفيدوا من دورات تدريبية وفعاليات وأنشطة تصقل قدراتهم التنافسية.  وأكدت فاطمة الحمادي مدير «النوايف» بمؤسسة التنمية الأسرية أن اسم المشروع يعني قمم الجبال الشامخة المرتفعة ارتفاعاً يتميز بالفخامة، وسميت المبادرة كذلك نظراً لتركيزها على الشباب وتسليط الضوء على مواهبهم ليصبحوا نماذج متميزة ترتقي وتلهم الأجيال.   وأشارت إلى أن نسبة الشباب تمثل ضمن الفئة العمرية من 15 - 35 عاماً، و37% من شرائح المجتمع، 25% منهم طلاب و5% يبحثون عن عمل، وذلك وفق الكتاب الإحصائي أبوظبي 2018. وأضافت أن 52% من الشباب لديهم الطموح في ريادة الأعمال مقابل 2% فقط منهم لديهم عمل خاص، و6% منهم حولوا بناء مشروع خاص ولم يكتمل، وفقاً لدراسة مسح رفاهية الشباب في دولة الإمارات 2017. 

سوق العمل 
وتبلغ نسبة مشاركة الشباب المواطن إناثاً وذكوراً في سوق العمل الخاص 5.4%، والذي يعد أحد ركائز التنمية الاقتصادية في إمارة أبوظبي، في ظل ارتفاع المتطلبات التنافسية في سوق العمل من حيث القدرات المعرفية والمهارات الفنية والتكنولوجية المطلوبة من الشباب. وتشكل الإحصاءات في المجال التعليمي وسيلة للتغلب على هذا التحدي، ولكنها تحتاج إلى وقت طويل لتحقيق نتائج واضحة وفق دراسة تحليل واقع الأسرة في إمارة أبوظبي والتوجهات المستقبلية 2015.

آلية تنسيق
وأوضحت فاطمة الحمادي أن المشروع يخاطب الحاجة الملحة لصقل مهارات الشباب وتزويدهم بالخبرات والتجارب اللازمة، بحيث اتضح أن هنالك محدودية المهارات الرئيسية ضمن المناهج التعليمية في المدارس أو الجامعات كمهارات الذكاء الوجداني والتعلم الذاتي والتواصل الفاعل، والتفكير التحليلي والناقد والمفاوضات وفض النزاعات والإبداع وسواها، والتي تعد من أهم متطلبات المنافسة في سوق العمل. وتحدثت عن محدودية البرامج والخدمات المقدمة لفئة الشباب ولاسيما البرامج المستمرة لتنمية قدراتهم الاجتماعية ورعاية الموهوبين والمتميزين، مع عدم وجود آلية تنسيق مشتركة محددة الأدوار والمسؤوليات بين كافة الجهات المعنية بتنمية وتمكين الشباب. وهنالك حاجة إلى تنمية المهارات الحياتية وروح المبادرة لدى الشباب لطرح أفكارهم الإبداعية وتعريفهم بالقوانين والبيئة التشريعية الداعمة لهم. 

أهداف المشروع
وأكدت الحمادي أن الهدف من المشروع يتمثل في رفع كفاءة استثمار طاقات الشباب، ومساهماتهم في المسؤولية المجتمعية وزيادة فرص وصولهم إلى الممكنات الاجتماعية والاقتصادية والتدريب المستمر، وبناء شبكة من المثقفين المتمكنين ليكونوا قادرين على التأثير وإحداث التغيير الإيجابي بين أقرانهم، وبناء منظومة قدرات ومهارات تنموية متكاملة ومستدامة للشباب تضمن تفعيل دورهم في المشاركة والتنمية. 

مشاركة مجتمعية
وعن مخرجات مشروع «نوايف» ذكرت الحمادي أنه ستكون هناك أندية شبابية افتراضية تتيح الفرص للوصول إلى الأنشطة والمبادرات من الجهات الحكومية، ورواد التغيير الاجتماعي المؤثرين لتحفيز الشباب على تنمية قدراتهم ومواهبهم ورفع المشاركة المجتمعية الفاعلة لديهم. ويأتي ذلك مع توفير قاعدة بيانات موحدة بين الجهات تجمع كافة الموهوبين والمتميزين في الإمارة وتعرض أعمالهم وتبرز مواهبهم. ويعمل «نادي النوايف» على إتاحة الفرصة للعمل على مشاريع شبابية مشتركة وتطوير المواهب والتعرف إلى الموهوبين من التخصصات نفسها وربط الشباب بالدورات المختلفة من أكاديمية أبوظبي للشباب. 
ويشمل المشروع منصة إلكترونية يتم تنظيمها دورياً عن موضوع معين، يتم فيها إبراز الموهوبين والمتميزين وإعطاؤهم الفرصة للتواصل مع الشباب وإيصال تميزهم لأكبر فئة من المجتمع من خلال الأندية الافتراضية. 

قصص نجاح 
تتضمن المبادرة تصوير فيديوهات قصيرة لنجاحات الشباب الموهوبين والمتميزين ونشرها للتعريف بهم. وإقامة معارض مختلفة في أماكن متفرقة في إمارة أبوظبي تعرض إبداعات المشاركين. وطرح مسابقات وتحديات في مختلف المجالات مع تقديم مكافآت بحسب نوع التحدي.