تامر عبد الحميد (أبوظبي)
اعتبر المخرج والمنتج والكاتب الإماراتي منصور اليبهوني الظاهري أن دخول غمار تنفيذ أعمال درامية تلفزيونية ذات الحلقات المكثفة متعددة المواسم لعرضها على المنصات الرقمية، هو توجه عالمي، خصوصاً أن المنصات الرقمية أصبحت لديها قاعدة جماهيرية كبيرة جداً، وتسهم في انتشار العمل العربي عالمياً.
قرر المخرج منصور اليبهوني خوض المغامرة بمسلسل «المنصة»، لتقديم أعمال بهوية محلية خليجية عربية، تنفذ بأعلى مستوى فني.
50 ملايين مشاهدة
اليبهوني الذي يتولى الإشراف العام على العمل، أوضح أنه بعد تحقيق الموسم الأول من «المنصة» على شاشة «قناة أبوظبي» و«نتفليكس»، نجاحاً كبيراً وصل إلى 50 ملايين مشاهدة، قرر تنفيذ الموسم الثاني الذي انتهى تصويره في أبوظبي، لعرضه خلال الأسابيع المقبلة، بخطوط درامية مليئة بالحركة والتشويق، إلى جانب استقطاب نجوم العالم العربي الذين سيثرون حكاية «المنصة» بأدوار جديدة ستقلب مجرى الأحداث، منهم الممثل المصري سيد رجب ليجسد شخصية «عز الدين»، إلى جانب انضمام الممثل السوري باسم ياخور ليلعب دور «رمضان»، وهو الشخصية الغامضة في المسلسل، كما انضم أويس مخللاتي وميسون أبو أسعد، ونظلي الرواس، ومرام علي، وجفرا يونس، ووائل زيدان، والنجم الصاعد الإماراتي أحمد حسن والتونسية صابرينا.
استثمار النجاح
وكشف عن أن الجزء الثاني استغرق مدة تصويره شهرين تقريباً، وتم تصوير عدد من مشاهد الأكشن باستخدام طائرات هليكوبتر عبر تقنيات تصويرية جديدة تستخدم في عالم السينما، وقال: أنا في الأساس صانع أفلام، وتوجهي نحو صناعة الدراما التلفزيونية لتنفيذ أعمال تلفزيونية تصل للعالمية، لذا فحينما قررت إنتاج «المنصة» فكرت في تنفيذ كل حلقة باعتبارها فيلماً سينمائياً، من حيث التصوير والأحداث والمشاهد، وبعد ردود الأفعال القوية والإيجابية للموسم الأول، جاء «المنصة 2» ليكون استثماراً لهذا النجاح.
مواكبة العصر
وعن ضرورة صناعة أعمال درامية تلفزيونية للمنصات الرقمية، قال: علينا كمنتجين أن نواكب العصر الذي نعيشه، بتنفيذ نوعية المسلسلات الـ «ميني»، مكثفة الأحداث، قليلة الحلقات، خصوصاً أنها أصبحت لها سوق جماهيري كبير، وتبعد كل البعد عن جمهور الأعمال الدرامية التلفزيونية المعتادة الـ30 حلقة، كما أن هذا الأمر سيسهم في خلق مواسم جديدة بعيداً عن رمضان، من الممكن متابعتها في أي وقت ومكان من خلال المنصات الرقمية، ولدينا في الإمارات والوطن العربي الإمكانات والتقنيات التي تؤهلنا للمنافسة.
مطلب مهم
واعتبر الفنان الإماراتي أحمد الجسمي أن توجه الإنتاج الدرامي التلفزيوني إلى المنصات الرقمية، يسهم في انتشار المسلسل الخليجي، عربياً وعالمياً، وتحقيق ممثليه النجومية، وقال: تنفيذ مثل هذه الأعمال المميزة والضخمة، مطلب ضروري، لمواكبة التغييرات التي تطرأ على صناعة الدراما التلفزيونية، و«المنصة» خطوة مهمة تحسب للدراما المحلية والخليجية والعربية، من أجل حضور الدراما العربية وتعزيز انتشارها في المنصات الرقمية العالمية، بعد تأثر السينما والتلفزيون في الفترة الأخيرة بسبب تداعيات فيروس «كورونا».
وتابع: من الفخر أن نرى عملاً خليجياً وعربياً يتم تنفيذه بتقنيات عالية وحديثة يصلح لعرضه على تلك المنصات العالمية التي لا تقبل إلا بعرض الأعمال ذات الجودة والمستوى الفني العالي، مؤكداً اعتزازه بالمشاركة في هذا العمل العالمي بطبيعة اختيار موضوعه ومشاركة أبطاله من مختلف أنحاء الوطن العربي وضخامة إنتاجه، واصفاً إياه بالعمل الدرامي الاستثنائي وغير مسبوق في العالم العربي.
مغامرة قوية
وقال عبد المحسن النمر: «المنصة» عمل مختلف تماماً وتخطى بموضوعه وإنتاجه خارج الإطار التقليدي للأعمال الدرامية الخليجية، وفخور بمشاركتي فيه رغم الظروف الحالية التي يمر بها العالم بسبب تداعيات «كورونا»، ولدي الطموح الكبير للوصول إلى المستوى العالمي، وحقاً جاءت النتيجة على مستوى طموحاته بعرضه على منصة عالمية هي «نتفليكس»، وكذلك شاشة «أبوظبي»، وحصد مراكز متقدمة على مستوى نسب المشاهدة والتفاعل الجماهيري، متوقعاً أن يحقق الموسم الثاني نجاحاً أكبر من الأول، خصوصاً بعد انضمام نخبة من النجوم المتميزين الذين سيجسدون أدواراً تزيد من الحبكة الدرامية تشويقاً.
وأيد عبد المحسن الحضور القوي للأعمال الفنية العربية المشتركة، بقوله: لدي العديد من التجارب الدرامية التلفزيونية مع الكثير من الممثلين الخليجيين، في أعمال تراثية وبدوية ولغة عربية فصحى ومعاصرة، فمثل هذه النوعية من الأعمال تسهم إيجابياً في الاحتكاك بالخبرات وتبادل الثقافات والمعرفة، وفخور بأن يكون «المنصة» أحدث هذه النوعية من الأعمال المشتركة الذي تذوقنا فيه طعم النجاح.
معلومات سريّة
يأتي مسلسل «المنصة 2»، بالتعاون مع أبرز وأشهر نجوم وخبراء الفن، منهم المخرج المصري ياسر سامي، والكاتب السوري هوزان عكو، والمنتج التنفيذي التونسي الهادي قرنيط، وتدور أحداثه حول حصول شقيقين من عائلة مفككة على معلومات سريّة، ويقوم أحدهما بإنشاء منصة رقمية في العالم الافتراضي لجمع هذه المعلومات ومشاركة العالم بها، لتنطلق من بعدها الصراعات في عدد من الدول من أجل المحافظة على سرية المعلومات التي بحوزتهما.