خولة علي (دبي)

بين الماضي والحاضر، محطات ومواقع سجلت فيها الروايات والقصص، ودارت فيها الكثير من الأحداث والمواقف، فالشواهد والآثار باقية وإن غاب شخوصها ورحلوا، ولكن صوت المكان ودليله هو المرشد السياحي الذي يكشف عن كنوز هذه المواقع، ويطلع كل سائح أو زائر على ما تحمله تلك الآثار والمعالم من تاريخ وتراث، وربما المرشدة السياحية عنود سعيد الحمودي في مسجد البدية الأثري التابع لهيئة الفجيرة للسياحة والآثار، هي واحدة من بين العديد من المرشدين السياحيين الذين حملوا مسؤولية إطلاع السياح والزوار، وأخذهم في رحلة تعريفية بثقافة وتاريخ البلد، فتنتقل الحمودي بين مجموعة من السياح، لتكون خير ما يمثل ثقافة بلده وهويته، في توصيل المعلومة والرد على التساؤلات والاستفسارات.
بكل ترحيب وحفاوة، اعتادت المرشدة السياحية عنود الحمودي استقبال السياح، فكان لا بد من التوقف عندها لخوض تفاصيل الرحلة، التي تقضيها كل يوم مع زوار جدد إلى محطتها وموقعها في مسجد البدية، حيث أشارت إلى اهتمام الدولة بقطاع السياحة عبر الحملات والبرامج، التي تطلقها من حين إلى آخر، ومؤخراً حملة «أجمل شتاء في العالم»، والسلسلة الوثائقية، التي تسرد تراث الإمارات وتاريخها العريق، ونشر ثقافة المجتمع الإماراتي عبر جميع الوسائل والقنوات الإعلامية، وقالت: نحن شريك رئيس لهذه الحملة، إذ تتوقف علينا مهمة التعريف بالكثير من المواقع السياحية في الدولة.

  • عنود الحمودي تلعب دوراً في الترويج السياحي (تصوير: صادق عبدالله)

وأضافت: أنا بصفتي مرشدة مختصة بالتاريخ والآثار، فدائماً ما تكون المواقع التراثية والتاريخية السياحية بوابة مهمة للسياح الذين يقبلون عليها، رغبة في التعرف على ملامح البيئة المحلية، وثقافة المكان، والبحث في الأيقونات الأثرية والتاريخية التي تزخر بها أماكن شتى من دولة الإمارات، ومنها مسجد البدية، حيث يجد السائح متعة في زيارة الموقع؛ كونه أقدم مسجد في دولة الإمارات، وما يتميز به من تصميم معماري فريد، وقباب تأخذ شكلاً حلزونياً من الخارج، بالإضافة إلى الزخارف المعمارية التي يتميز بها المسجد من الداخل، وكذلك أبراج المراقبة التي يمكن للزائر من خلالها رؤية منطقة البدية وسلسلة جبال الفجيرة، فإن المشهد بالنسبة لهم مبهر والمعلومات أعطتهم جانباً مهماً من تاريخ وثقافة المكان.. وأنا بصفتي مرشدة سياحية، تقع على عاتقي مسؤولية تقديم الموقع بطريقة منهجية صحيحة، وواضحة ودقيقة للزوار.

معلومات
ولفتت إلى أنها خريجة تاريخ وآثار، ولديّها خلفية معرفية متنوعة حول تاريخ المنطقة والأحداث التي شهدتها، فهذا الأمر أيضاً يدعم ما تقدمه للسياح من معلومات علمية منهجية دقيقة وليست عشوائية أو مسجلة ومحفوظة، فهناك تسلسل تاريخي يجب ألا ينطوي على المرشد السياحي حتى لا يُفاجأ بنوعية الأسئلة التي قد تُطرح من قبل الزوار، حيث نجد تنوعاً واختلافاً في المستوى الثقافي للسياح، فمنهم الباحثون والمختصون في التاريخ وغيرهم، ولا بد أن يكون المرشد السياحي متأهباً للرد على مختلف التساؤلات التي يطرحها الزوار، وهذا الأمر يتطلب منهم الاطلاع الدائم والبحث والقراءة، والتزود بمعلومات وفيرة حول المواقع الأثرية والتاريخية.  ونبهت إلى الكثير من المهارات التي اكتسبتها، كونها مرشدة ولاحتكاكها مباشرة مع الزوار، من حيث الثقة بالنفس، وفن التواصل مع مختلف الجنسيات، والصبر والمرونة، بالإضافة إلى عكس الثقافة المحلية، واحترام تقاليد والثقافات الأخرى، وربما من المواقف التي كثيراً ما لمستها، كثرة محاولة المصافحة من الذكور من مختلف الجنسيات لعدم معرفة ثقافة وتقاليد الإمارات، ويمكن تفادي ذلك بالانحناء، ووضع اليد على الصدر.

  • توزيع ملصقات ترويجية

رحلات
وتؤكد: المكان دائماً يستقبل الزوار من الشركات السياحية والمؤسسات الحكومية والجهات الرسمية، كذلك استقبال الطلاب والطالبات من مختلف الكليات والجامعات والمدارس الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى استقبال سياح رحلات السفن البحرية القادمة من ميناءي الفجيرة وخورفكان، وتقديم كل ما يحتاجون إليه من معلومات واستفسارات.

إجراءات السلامة
قالت عنود الحمودي: في هذه فترة الاستثنائية ونظراً للإجراءات الاحترازية لجائحة «كورونا»، فنحن نستقبل أعداداً بسيطة من السياح، مع الالتزام بتطبيق إجراءات السلامة والتباعد الجسدي، وضرورة ارتداء الكمامات، والتأكد من قياس درجة حرارة السائح قبل الدخول للموقع، ثم نطلعهم على سير البرنامج في موقع مسجد البدية، ونجد إقبالاً شديداً من السياح من مختلف الجنسيات الذين تستهويهم المواقع الأثرية والتاريخية.