أبوظبي (الاتحاد) - شهدت الحلقة التسجيلية الثانية من مقابلات المشاركين في الموسم التاسع لبرنامج «أمير الشعراء»، الذي تنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، كثافة في عدد المقابلات وتنوعها في جماليات القيم الشعرية والإبداع، ومشاركات مميزة أبهرت الحكام من شعراء قدموا من دول غير ناطقة بالعربية، وقد زخرت الحلقة بأحلام الشعراء الذين غردوا في سماء عاصمة الشعر «أبوظبي» رغم المسافات والتحديات.
واستمعت لجنة تحكيم البرنامج، إلى مشاركات الشعراء مبحرةً في الصور الشعرية للمتنافسين على لقب الموسم التاسع في الحلقة الثانية من تجارب الأداء خلال الحلقة التسجيلية التي بُثت أمس الأول في العاشرة مساءً عبر قناة «بينونة» وقناة «الإمارات».

لوحات شعرية
وقد جمعت الحلقة مزيجاً شعرياً فريداً ومميزاً، وقدمت من خلال القصائد لوحات تنبض بالحياة، حيث تشكل بعضها من زرقة البحر المتوسط أو موسيقى النيل أو من جلسات الأتاي في المغرب وموريتانيا وليبيا، وأضاف البعض فيها جماليات استمدت من دقلة نور الجزائر وزيتون تونس وقمح الحياة في مصر ‏وكنداكات السودان ‏ونفحات الأندلس وإرث الأمازيغ.
وأكد أعضاء لجنة التحكيم المكونة من د. صلاح فضل، د. علي بن تميم، ود. محمد حجو، أن الموسم التاسع يحظى بوجود شعراء موهوبين وقصائد جيدة، وهذا يبشر بموسم مليء بالمنافسة والعطاء الشعري الثري بمضمونه وأفكاره وصوره، وفي المقابل فإن تلك المشاركات المميزة تضع لجنة التحكيم في موقف صعب أمام تقييم الشعراء للمشاركة في اختبارات الـ40 شاعراً، وكذلك الشعراء الـ20 الذين سيعتلون منصة مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي ضمن الحلقات المباشرة.
وتوقفت اللجنة عند بعض عناوين القصائد وإلقاء الشعراء، مؤكدين أن ‏العناوين تعتبر جزءاً من بناء القصيدة، وهي دالة والعنوان هو العتبة إلى النص. 
‏وعرضت الحلقة تقارير سلطت الضوء على عدد من نجوم برنامج أمير الشعراء في المواسم السابقة، كما التقت مع الشاعر المصري علاء جانب صاحب لقب أمير الشعراء في الموسم الخامس، ود. حنين عمر «سيدة المطارات» من نجوم الموسم الأول للبرنامج. 

مواهب غير عربية
اللغة العربية بحر في أحشائه الدر كامن، فكيف لا تميل القلوب نحوها وكيف لا يغري جمالها عشاق العذوبة ‏ليتقنها غير الناطقين بها، بل ويكتبون الشعر وينافسون بلسانٍ عربي، فقد استقبل البرنامج في موسمه التاسع شعراء من دول أجنبية منها «الولايات المتحدة الأميركية، إيران، نيجيريا، السنغال، ومالي»، ‏وهي دول لا تنطق العربية لكن بعض شعرائها دخل ديوان العرب بلسان مبين. 
كما أبهر شعراء غرب أفريقيا أعضاء لجنة تحكيم ‏برنامج «أمير الشعراء» وجمهوره، ليس فقط بجرأتهم للتقدم للتنافس مع شعراء عرب في عقر دار لغتهم الأم، بل كان يمتلك بعضهم مواهب فذة، ‏حيث حط شعراء منهم رحالهم عند مسرح شاطئ الراحة ‏واعتلوا منصة البرنامج ليعلنوا للعالم أن لأفريقيا من الشعر الفصيح عبقرية أخرى.
‏وفي الموسم الثامن حصد شعراء غرب أفريقيا ثلث جوائز البرنامج، حيث جاء في المركز الرابع السنغالي «محمد الأمين جوب»، ‏فيما نالت مالي المركز الخامس بقصائد شاعرها عبد المنعم حسن. 
وقد حمل في جعبتهم من مالي والسنغال ونيجيريا روح أفريقيا ‏بألوانها وموسيقى إيقاعاتها وسحرها الأسمر، ومزجوها بأوزان الخليل، وحداثة التفعيلة، وصوفية الإسلام الذي دخل قارتهم في القرن الأول للهجرة.
وفي ذات السياق، عرضت الحلقة التسجيلية الثانية لقاءً مع النجم الشاعر عبدالمنعم حسن محمد، حيث سلطت خلاله الضوء على الشاعر في وطنه «مالي»، وتحدث خلاله عن الصدى الكبير الذي حصده من برنامج «أمير الشعراء»، والأثر الكبير الذي تركه البرنامج لدى شباب غرب أفريقيا.