محمد نجيم (الرباط)
تعتبر مدينة شفشاون؛ أشهر مدينة مغربية تمثيلاً للمدن الأندلسية بشوارعها ومبانيها وأزقتها الضيقة التي تسبح في الهدوء والجمال وتمنح الزائر متعة لا تضاهيها متعة أخرى، إنها مدينة تزخر بالمعمار التاريخي النادر والذي يستعيد فيه الزائر أزمنة سحيقة من التاريخ العربي والأندلسي، فهي واحدة من أعرق المدن المغربية، إذ تأسست سنة 1471، وتسمى لؤلؤة المغرب الزرقاء.
وبها توجد قصبة شفشاون التي بنيت في القرن الخامس عشر الميلادي وتعتبر من أهم مزارات المدينة وقوة جذب للسيّاح من مختلف أنحاء العالم، كما يوجد بها المسجد الأعظم الذي بني في القرن السادس عشر.
عشاق الجمال
وفي شفشاون أو «الشاون»، كما يطلق عليها في بعض المناطق المغربية؛ يمكنك الاستمتاع بلحظات من الهدوء والسكينة قلما تجد لها مثيلاً في أمكنة ومدن أخرى من العالم، إنها مدينة الكتّاب والشعراء وعشاق الجمال الآسر، مدينة استوحى منها كبار التشكيليين من مختلف أنحاء العالم لوحاتهم الفنية، فبيوتها العريقة والمصممة على طريق بيوت الأندلس والمصبوغة باللون الأزرق يمنح فرصة نادرة للاستمتاع بجمال المدينة الجبلية الصغيرة، كما أن وجود مناظر طبيعية بمحيط المدينة يزيد من الإقبال عليها من طرف عشاق السياحة الجبلية والسياحة الثقافية والاستمتاع بشلالات أقشور الساحرة والتي تمتاز بمياهها الباردة والصافية.
الحلي والخزفيات
ويقول المرشد السياحي الشاب علي أمانيو: في شفشاون أو الشاون يمكنك تذوق حلاوة ولذة العيش البسيط وسط خضرة الحقول وشرب المياه الصافية والاستمتاع بمناظر خلابة تبهر العين، كما يمكن لزائر المدينة أن يستمتع بالأكلات «الشفشاونية» التي تعدها المرأة «الشاونية» التي تجيد طبخ الأكلات المغربية الأمازيغية الأندلسية، وهي أكلات عريقة وزيارة أسواق شعبيةلاقتناء بعض المنتجات التقليدية التي يبرع في صناعتها حرفيون في المدينة اكتسبوا مهارة وتجربة طويلة في ميدان صناعة الحلي والخزفيات وملابس محلية تقليدية تشتهر بها مدينة شفشاون وتعكس تراثنا المغربي الأمازيغي الأندلسي والتي يعود تاريخها إلى قرون عدة، إذ تم جلب تلك المهارات من طرف المهجرين من الأندلس وأصبحت تمثل الطابع المحلي للمدينة وتراثها العريق.
صناعات تقليدية
وأضاف: من بين تلك المنتوجات، نجد الملابس الصوفية التي يبرع في صناعتها يدوياً، ببراعة عالية، أهل شفشاون والقرى المجاورة لها والصناعات المتعلقة بفن الدرازة التي برع فيها أهل شفشاون منذ عقود من الزمن كما يبرع أهل شفشاون في الصناعات التقليدية المتعلقة بصنع آلات الموسيقى الأندلسية كما نجد في شفشاون العشرات من المحال التي يمارس أصحابها فن الزخرفة.
أما طامو الحر التي تملك محلاً لبيع الخزفيات والتحف المحلية، فتقول «الشاون» هي المدينة المفضلة لدى كل من يرغب في استعادة هدوء النفس وراحة البال.