دينا محمود (لندن)

ربما لا يزال كثيرون يتذكرون الأجواء الاحتفالية التي أحاطت بدخول الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأفراد أسرته البيت الأبيض قبل أربع سنوات، إذ بدت العائلة الرئاسية الجمهورية وقتذاك كبيرة الحجم كثيرة الصخب، على نحو يغاير تماماً الصورة الهادئة لنظيرتها الديمقراطية، التي عاشت قبلها في المقر نفسه، على مدى ثمانية أعوام.
ويستعد ترامب وعائلته، الآن، لمغادرة ذاك المبنى الضخم الشهير الذي يحمل رقم 1600 في جادة بنسلفانيا بالعاصمة الأميركية واشنطن، ما يثير الكثير من التساؤلات، عما يعتزم كل منهم القيام به في الفترة التالية لمبارحة المقر الرئاسي.

وحتى بعد اقتحام أنصار ترامب لمبنى الكابيتول، وإعلان الرئيس الجمهوري، رغم رفضه الإقرار بنتيجة الانتخابات الأخيرة، تسليم السلطة للرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن، يكتنف الغموض مواقف أبناء ترامب، خاصة كبار السن منهم؛ دونالد ترامب الابن وإريك-فردريك وماري-إيفانكا وتيفاني، وسط أنباء عن أن أحدهم على الأقل ربما يفكر في العودة في المستقبل القريب إلى البيت الأبيض عبر صناديق الاقتراع.
لعل الاهتمام الأكبر ينصب على إيفانكا، التي كانت الأكثر ظهوراً على الصعيد الإعلامي خلال سنوات رئاسة والدها. فقد لعبت وزوجها جاريد كوشنر، أدواراً سياسية بارزة، بلغت حد اختيار الزوج مستشاراً بارزاً للرئيس الأميركي، بينما مُنِحَت هي موقعاً وظيفياً في البيت الأبيض.

وتفيد المؤشرات الراهنة، بأنه من المحتمل أن يقرر الزوجان الشابان، في فترة ما بعد العشرين من يناير، العودة إلى حياتهما السابقة في نيويورك، التي كانا قد تركاها مع تولي ترامب الأب الرئاسة، لينتقلا في ذلك الوقت للإقامة في منزل يقارب إيجاره 5 ملايين دولار في واشنطن.
ووفقاً لتقارير صحفية، قد تعيد إيفانكا ترامب (39 عاماً) إحياء خط للأزياء يحمل اسمها، كانت قد أغلقته عام 2018، وربما يعود زوجها للعمل في مجال العقارات. لكن هناك من يقول إن صهر الرئيس الأميركي، قد يسعى للبقاء على الساحة السياسية، بعدما نجح في تحقيق إنجازات لا يُستهان بها، من خلال عمله مستشاراً لشاغل المكتب البيضاوي.

في الوقت نفسه، يُذكِّر آخرون بما تردد كثيراً خلال السنوات الأربع الماضية، بشأن اعتزام إيفانكا ترامب الترشح لانتخابات الرئاسة الأميركية في عام 2024، أملاً في أن تصبح أول سيدة تتولى رئاسة الولايات المتحدة.
الانخراط في العمل العام قد يشكل خياراً أيضاً لدونالد ترامب الابن وشقيقه إريك-فردريك، وهما رجلا أعمال، يتوليان قيادة شركة تحمل اسم «ترامب أورجَنيزايشِن»، منذ أن تولى والدهما الرئاسة في مطلع 2017. وقد يؤدي خروج الأب من المكتب البيضاوي، إلى عودته لقيادة هذه الشركة، والسماح لأحدهما على الأقل، بالتفرغ لخوض غمار السياسة.

  • دونالد الابن

تيفاني ترامب
رغم أن تيفاني، 27 عاماً، وهي الكريمة الصغرى للرئيس الأميركي، لا تضمر أي طموحات سياسية على ما يبدو، فإنها ظهرت في المؤتمر العام الأخير للحزب الجمهوري الذي عُقِدَ الصيف الماضي، وألقت كلمة أمام الحاضرين أيضاً. كما أنها لا تخفي رغبتها في الانضمام إلى فريق المحامين العاملين مع والدها، بعدما حصلت على درجة جامعية في القانون في مايو الماضي.

  • إريك

فنادق وعقارات 
يشير البعض إلى أن دونالد الابن قد يكون الأقرب لمحاولة خلافة والده ولو بعد سنوات من الآن، فبينهما أوجه شبه كثيرة، خاصة فيما يتعلق بإطلاق التصريحات النارية. فبعد إعلان خسارة الأب للانتخابات الرئاسية قال الابن (42 عاماً): إنه يتعين «القتال حتى الموت»، وشن «حرب شاملة» للاحتجاج على النتائج، فضلاً عن ذلك، يرى مراقبون أن لدى الابن البكر للرئيس الجمهوري، الكثير من المؤيدين بين أنصار والده. ويشيرون إلى أن إصداره كتابين مؤخراً، يوحي بأنه يعد العدة للترشح في أي انتخابات مقبلة.

  • لارا

أما إريك-فردريك (36 عاماً) وهو الابن الأوسط لترامب، فيبدو أكثر اهتماماً بمواصلة عمله في تشييد الفنادق والعقارات وغيرها. لكن ذلك لم يحل دون تواتر تقارير، تفيد بأن قرينته لارا قد تفكر في الترشح لأحد مقعديْ ولايتها نورث كارولينا في مجلس الشيوخ، وذلك بعد الدور الكبير الذي لعبته في الترويج لوالد زوجها، خلال الحملة الدعائية التي سبقت فوزه في انتخابات عام 2016.