أحمد مراد (القاهرة)
في أكثر مناطق العالم جفافاً، تتوقف السماء عن المطر، ويكون مشهدها نادراً جداً، بل إن هناك مناطق لم تمطر فيها السماء منذ مئات السنين.
الأودية الجافة
تقع الأودية الجافة في القارة القطبية الجنوبية المعروفة بـ«أنتاركتيكا»، وهي عبارة عن وديان قاحلة وجافة تغطيها الأحجار والكثبان الرملية، ولم يتساقط مطر على هذه المنطقة منذ أكثر من مليوني سنة، باستثناء وادٍ يحتوي على بحيرات صغيرة من الماء. والسبب في كون هذه الأودية جافة، هو شدة الرياح التي تصل سرعتها إلى أكثر من 200 ميل في الساعة، والتي تعمل على تبخير أي شيء له علاقة بالماء. كما أن عملية تحول الثلج من الحالة الصلبة إلى الحالة الغازية مباشرة دون المرور بالحالة السائلة، يجعل من أرض هذه المنطقة أرضاً جافة وقاحلة وخالية من جميع صور الحياة.
أريكا
توصف مدينة أريكا الواقعة في أقصى شمال تشيلي بأنها أكثر المدن جفافاً في العالم، ويبلغ عدد سكانها 175.441 نسمة.
ويصل معدل هطول الأمطار في أريكا إلى 0.761 ميلي متر فقط في السنة، وتسجل البيانات أن بعض مناطقها لم تتساقط فيها الأمطار منذ 500 سنة، ورغم كونها مدينة ساحلية ولا تقع في منطقة جافة، فإنها تعد أكثر مدينة جافة في العالم، وعلى الرغم من ندرة الأمطار المتساقطة عليها، فإن مستويات الرطوبة مرتفعة جداً في المدينة، كما أنها مغطاة بالغيوم.
أتاكاما
تمتد صحراء أتاكاما في تشيلي على شكل شريط يبلغ طوله 966 كيلو متراً ويوازي المحيط الهادي، ويحيطها من الغرب جبال الأنديز، وهي عبارة عن هضبة مرتفعة تغطي مساحة 105 آلاف كيلو متر مربع، وتتميز بالبرودة العالية، وينعدم فيها تساقط الأمطار بشكل شبه تام، حيث تمنع الجبال المرتفعة التي تحدها من الشرق والغرب وصول الأمطار إليها، وقد أثبتت محطات القياسات المناخية الموجودة هناك عدم سقوط أي أمطار إطلاقاً على مدى مئات السنين. ويعتقد علماء المناخ بأن حالة الجفاف وقلة الأمطار في صحراء أتاكاما ترجع إلى أنها أقدم صحراء على الكرة الأرضية؛ إذ تصحرت الأرض فيها منذ عدة ملايين من السنين.
أولف
تقع مدينة أولف في الجنوب الغربي للجزائر، وإدارياً تتبع ولاية أدرار، ويسكنها أكثر من 64 ألف نسمة، وتشتهر بطابع معماري إسلامي متميز، فضلاً عن تاريخها العلمي والثقافي المزدهر.
وتعد مدينة أولف واحة داخل صحراء واسعة، ويفصلها بضع أشجار من النخيل عن آلاف الأميال من الصحراء، وبينما يقل معدل سقوط الأمطار في مدينة أولف عن 12 ميليمتراً في السنة، فإن درجات الحرارة تصل إلى مستويات عالية، مما يزيد من حجم مشكلة الجفاف بالمدينة، حيث تعد أشد المناطق جفافاً في الجزائر.
وادي حلفا
تقع مدينة وادي حلفَا في أقصى شمال السودان على بعد 909 كيلو مترات من العاصمة الخرطوم، وتبعد عن مدينة أسوان المصرية بـ345 كيلو متراً، وتعد بوابة السودان الشمالية، وقد أقيمت على أراضيها بعض الحضارات القديمة مثل الحضارة النوبية.
يصل معدل هطول الأمطار في مدينة وادي حلفا إلى 2.45 ميلي متر فقط في السنة، حيث تؤدي تيارات الهواء الجافة الهابطة من المرتفعات شبه الاستوائية المجاورة للمنطقة إلى جفاف شديد وارتفاع كبير في درجات الحرارة.
إكيكي
مدينة ساحلية تقع في الجزء الشمالي من تشيلي وغرب صحراء أتاكاما، وتصل مساحتها إلى 2242.1 كيلو متر مربع، وبلغ عدد سكانها أكثر من 18 ألف نسمة حسب إحصائيات العام 2012.
وتعاني مدينة إكيكي من مشكلة ندرة الأمطار، حيث يصل معدل هطول الأمطار فيها إلى 5.08 ميلي متر فقط في السنة، وعادة ما تكون المرات النادرة التي تتساقط فيها الأمطار في شهري يناير وفبراير من كل عام، وطوال العام يلجأ سكان المدينة إلى الشاطئ هرباً من الهواء الجاف.
إيكا
تعد مدينة إيكا من أبرز مدن دولة بيرو، وتقع جنوب العاصمة ليما في منطقة متاخمة لصحراء أتاكاما، وتشتهر بالرحلات السياحية إلى الكثبان الرملية، حيث يمكن ركوب عربات الباجي وألواح التزحلق على الرمال، ويوجد بها أيضاً الكثير من المتاحف.
وتشهد إيكا ندرة شديدة في سقوط الأمطار، حيث يصل معدل هطول الأمطار فيها إلى 2.29 ميلي متر في السنة، ويجذب مناخها الجاف الأشخاص المصابين بالربو، حيث تصبح أعراض المرض أخف وطأة عليهم.
الكفرة
تقع مدينة الكفرة في جنوب شرق ليبيا، وهي عبارة عن أرخبيل من الواحات، والصحراء المجاورة لها عبارة عن أرض منخفضة مغطاة بكثبان رملية يصل ارتفاعها إلى 300 متر، ويعود تاريخها إلى مئات السنين، وبسبب الإهمال والتصحر غمرتها الكثبان الرملية، وقد عاش فيها المناضل الليبي عمر المختار.
توصف الكفرة بأنها أكثر بقعة جافة في قارة أفريقيا، والأكثر ندرة في سقوط الأمطار، حيث يصل معدل هطول الأمطار فيها إلى 0.861 ميلي متر في السنة، وتوجد بالقرب منها مجموعة من الواحات تحتوي على ينابيع مياه جوفية طبيعية تسقي السكان والحيوانات ويزرع فيها الخوخ والبلح والمشمش.
الحطيب
تقع قرية الحطيب شرقي منطقة حراز، وتتبع مديرية مناخة غرب العاصمة اليمنية صنعاء، ويبلغ عدد سكانها 440 نسمة تقريباً، وقد بُنيت على سفح جبل مرتفع جداً، حيث يصل ارتفاعها إلى 3200 متر فوق سطح الأرض، مما يجعل السحاب يجري من تحتها، والأمطار تتساقط أيضاً من تحتها، وبالتالي لا تشهد أراضي القرية أي سقوط للأمطار، ولم تشهد سقوط المطر عليها على مر التاريخ.